بطانة الرحم الهاجرة حالة مرضية غير سرطانية، وهي عبارة عن ظهور أنسجة بطانة الرحم في أماكن خارج الرحم مثل المبيض، قناة فالوب، المثانة، الأمعاء، الجلد وغيرها، وتتأثر هذه الأنسجة الهاجرة بالهرمونات التي تفرز من المبيض وبخاصة هرمون الإستروجين الذي يؤدي إلى نمو هذه الأنسجة وزيادة سمكها وعندما يقل مستوى الهرمون في الجسم عند اقتراب نزول دم الدورة الشهرية تبدأ هذه الأنسجة بالنزيف وتؤدي إلى حدوث التهابات والتصاقات وعند وجودها في المبيض تؤدي إلى تكوين أكياس دم تُسمى أكياس الشوكولاتة (chocolate cyst).

من أسباب الإصابة بالعقم

يؤثر هذا المرض على 10-15 % من النساء في سن الخصوبة ويعتبر من الأسباب الشائعة لحدوث العقم وآلام الحوض حيث وجد أن 35-50 % من النساء المصابات بهذا المرض غير قادرات على الإنجاب وذلك من خلال تأثيره على المبيض بوجود أكياس الدم أو عندما يسبب المرض الالتصاقات في الحوض وحول قناتي فالوب.

آلام أثناء الدورة

وتتمثل أعراض المرض في ألم أثناء الدورة الشهرية وهو من أكثر الأعراض شيوعاً إضافة إلى آلام أثناء الجماع أو بعد وأثناء التبول وفي الحوض والظهر والخصر إضافة إلى الإسهال والقيء والمغص وغزارة الدورة الشهرية. إضافة إلى عوامل وراثية متعلقة بالجينات.

التنظير البطني

التشخيص يكون بأخذ السيرة المرضية؛ الأعراض المصاحبة إضافة إلى فحص الحوض سريرياً الذي يمكن أن يعطي الطبيب احتمالية وجود هذا المرض أما الفحوصات الخاصة بهذا المرض فتشمل عملية التنظير البطني والتي تعتبر من أهم الوسائل التشخيصية له حيث وجد أن 50% من النساء اللاتي لديهن ألم أثناء الدورة الشهرية وألم في الحوض مصابات بداء البطانة الرحمية المهاجرة عند إجراء عملية التنظير. كما أن جهاز الألتراساوند المهبلي يمكن أن يكشف عن وجود أكياس دموية على المبيضين وإجراء الرنين المغناطيسي MRI يمكن أن يكشف عن أكياس الدم ووجود الأنسجة الهاجرة متناثرة في الأمعاء والمثانة ووجود التصاقات حول المبيض.

فحوصات الدم

إضافة إلى أن فحص الدم يمكن أن يكشف عن نوع معين من البروتين يُسمى CA125 وغالباً يكون البروتين مرتفعاً عند النساء اللواتي وصل المرض لديهن إلى مرحلة متقدمة ويرتفع هذا البروتين في حالات مرضية أخرى مثل سرطانات المبيض والتهابات غشاء الصفاق المبطن للبطن والحوض وغيرها ولا يعتبر الفحص حساساً حيث لا يمكن أن يكشف المرض في مراحله المبكرة ولكن يمكن استعمال نسبة هذا البروتين في الدم في متابعة استجابة السيدة للعلاج.

العلاج بالهرمونات

وتوجد خيارات للعلاج للتخفيف من شدة المرض ومنها العلاج الدوائي بالأدوية المسكنة للآلام وتخفف من أعراض المرض خاصة ألم الدورة الشهرية والعلاج الهرموني والذي يشمل حبوب منع الحمل وهرمون الأندروجين ويوجد على شكل حبوب تُسمى danazol ويتم تناوله لفترات طويلة قد تصل لأشهر وهرمونات تعرف (GNRH analogue) وتوجد على شكل إبر تحت الجلد أو إبر بالعضل أو على شكل بخاخ أنف وتقوم بمنع إفراز هرمونات الغدة النخامية المنشطة للمبيضين.

العلاج الجراحي بالمنظار

المنظار البطني لغرض إزالة البطانة الهاجرة بواسطة الحرارة أو الليزر وإزالة الالتصاقات وأكياس الدم وغالباً ما يستخدم عندما تكون المرأة في سن الخصوبة وترغب بإنجاب الأطفال أو استئصال الرحم والمبيض ويستخدم في حالات المرض المتقدمة وعند وجود أعراض شديدة جداً أو أن المرأة لا تريد إنجاب المزيد من الأطفال.

الدكتور محمد عثمان

استشاري النساء والولادة المجمع الطبي بالعليا بمجموعة د. سليمان الحبيب الحاصل على الزمالة البريطانية