|
لوس أنجليس - (د ب أ)
أغلق عمال البلدية الشوارع ونصبوا حواجز الطرق ووضعوا لمساتهم الأخيرة على صف من المنصات كي يقف عليها المشاهدون سعداء الحظ لرؤية نجومهم المفضلين حال وصولهم قبيل الليلة الكبرى وهي ليلة حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الرابعة والثمانين. وتسبب إغلاق الشوارع المحيطة بمقر الحفل السنوي في مجمع «هوليوود وهايلاند سنتر» التجاري والترفيهي والمطل على شارعي هوليوود بوليفارد وهايلاند بحي هوليوود في صداع مزمن لسكان مدينة تعاني بالفعل من اختناق مروري مزمن هو الآخر.
ويتفهم السياح الذين يأملون في مشاهدة جانب من الاستعدادات للعرس السينمائي جيدا ضرورة الإجراءات الأمنية لحماية أكبر نجوم السينما العالمية، من المطاردين أو حتى إرهابيين يسعون لتصدر عناوين الصحف وسط الضجيج الإعلامي المصاحب للحفل. وقال سائح أمريكي من ولاية تكساس لشبكة «ايه بي سي نيوز» الإخبارية: «التواجد الأمني مكثف للغاية هنا حتى قبل أسبوع (من الحفل)..إنه أمر مثير يستحق المشاهدة»، وقال زائر من ديترويت «رائع .. ما يجري مثير للغاية».
وداخل النطاق الأمني، يتحرك العمال بخفة نشاط منذ أيام، حيث بسطوا السجادة الحمراء الشهيرة ثم كسوها بقماش أبيض لضمان بقائها جديدة تماما استعدادا لليلة الكبرى، وقام عمال آخرون بتحريك تماثيل الأوسكار لتقف بطول المدخل وتثبيت قواطع خشبية ضخمة ولافتات وعلقوا مصابيح الأضواء الكاشفة العملاقة. ويحتشد المشاهدون بطول الحواجز ليتابعوا ما يجري بشغف كما لو أن النجوم قد بدأوا في التوافد بسياراتهم بالفعل، لكن بعضهم لا يشعر بالرضا لوجوده على هذا الجانب من الحاجز. وقال أحد أعضاء الطاقم الأمني «الأمر يحدث بشكل متكرر، المشاهدون يحاولون التسلل، وهذا سبب وجودنا هنا، للإمساك بهم».
أما الصحفيون الذين يغطون فعاليات الحدث من كل أنحاء العالم، الذي يتجاوز عددهم ألفا وخمسمائة صحفي، فعليهم أن يلتزموا حرفيا بالقواعد الخاصة بهم، ذلك أن أحدهم قد يجد نفسه محروما من تغطية المهرجان لمجرد التقاط صورة في مكان غير ملائم، أو تجرأ فظهر من وراء الكواليس مرتديا ملابس غير رسمية مثل الجينز.
وامتد الغطاء الأمني المشدد ليشمل عملية فرز الأصوات أيضا، ذلك أن الموعد النهائي المقرر لأعضاء الأكاديمية والبالغ عددهم 5765 عضوا، كي يقدموا أوراق ترشيحاتهم كان الثلاثاء الماضي، ليقضي موظفو شركة المحاسبة «برايس ووتر هاوس كوبرز» قرابة ألف وسبعمائة ساعة في مكاتب الشركة التي تقع في الطابق التاسع والأربعين في لوس أنجليس يفرزون الأصوات. النتائج لا يعرفها أحد سوى شريكين في الشركة الذين يسجلون النتائج النهائية لكل فئة من فئات الجائزة في مظروفين مغلقين لينقلا إلى موقع الحفل غدا في ظل حراسة مشددة، فتاريخ هوليوود يكتب بمداد هذين المظروفين.