سعادة رئيس التحرير وفقه الله..
تتعالى هذه الأيام في الولايات المتحدة الأمريكية أصوات تندد بما تعتبره حرباً على الدين المسيحي تنفذها الحكومة الفيدرالية التي تصر على منع بعض المظاهر الدينية في الأماكن والمناسبات العامة حرصاً منها على حماية حقوق ومشاعر أهل الأديان الأخرى وغيرهم. وقد سعت وزارة العدل الأمريكية أكثر من مرة إلى التأكيد أنها لا تعارض الشعائر الدينية إنما لا تقر التوظيف الخاطئ لها. هذا ما يحصل في أمريكا حيث يقر أكثر من ثلث البالغين فيها أن لا دين لهم. وما حصل في أوروبا أقسى من ذلك، ففيها دول عديدة تعرض الصليب شعاراً ويتسمى بالمسيحية الكثير من الأحزاب والمناشط السياسية مع أن نسبة من تحلّلوا من الدين تصل إلى الثلثين في بعض الدول.
لكن ما الذي يعنينا من هذا؟
الكاتب محمد آل الشيخ يحذّر في مقاله لهذا اليوم الخميس 24-3 العدد 14385 من مغبة الانسياق خلف الأحزاب والتجمعات السياسية المتسمية بالدين الإسلامي في دول الربيع العربي لأن الخطر على الإسلام سيأتي في حال فشلت تلك الأحزاب والتجمعات المتوقع في إيجاد الحلول الاقتصادية والحضارية للمجتمعات المسلمة التي تضع آمالها فيها، فتفقد تلك المجتمعات ثقتها بهم واحترامها لهم، وربما يصل الأمر إلى أكثر من ذلك وفي حق الدين كما حصل في أوروبا وأمريكا في أيام خالية.
إن فشل التجمعات السياسية (الإسلامية) في إنقاذ دول الربيع العربي سيعلن بداية حرب شرسة فيها على الدين الذي تتسمى به.. وتاريخ أوروبا وأمريكا القريب خير شاهد على ذلك. والله المستعان.
منصور الحميدان