|
دمشق - جنيف - عواصم - وكالات
بعد أن اهتزت مدينة حمص السورية بعمليات القصف التي شنتها قوات الجيش النظامي اليوم الخميس لليوم العشرين على التوالي، تتجه أنظار المعارضة السورية إلى المؤتمر المقرر عقده في تونس اليوم الجمعة في مسعى لوقف الصراع الدامي الذي اندلع منذ 11 شهراً في سورية. ومن المتوقع أن يحضر ممثلو أكثر من 60 دولة ومنظمة متعددة الجنسيات مؤتمر أصدقاء سورية في العاصمة التونسية.
وتعتزم مجموعة أصدقاء سورية تحدي الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم مساعدات إنسانية خلال أيام للمدنيين الذين يواجهون هجوما من جانب قواته حسبما ذكر مسؤولون أمريكيون. ولم يتطرق المسؤولون خلال حديثهم للصحفيين إلى ما يمكن أن يحدث إذا لم تسمح السلطات السورية بتقديم تلك المساعدات. وتشبه مجموعة أصدقاء سورية مجموعة الاتصال حول ليبيا التي دعمت الثوار الذين أطاحوا بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في العام الماضي. والأعضاء الأساسيون في المجموعة هم الدول الأعضاء الثلاث عشرة في مجلس الأمن الدولي التي صوتت بالموافقة على مشروع قرار الجامعة العربية الذي يدين نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الرابع من فبراير الجاري، ذلك المشروع الذي استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضده. وأكدت روسيا والصين مجدداً الخميس معارضتهما لأي تدخل أجنبي في سورية بعد ان منعتا - باستخدامهما حق النقض (الفيتو) - صدور قرارين عن مجلس الأمن الدولي يدينان عمليات القمع التي يمارسها النظام السوري كما أعلنتا أمس بشكل رسمي مقاطعتهما مؤتمر أصدقاء سورية.
وفي محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جيشي أكد الجانبان موقفهما المشترك الذي يدعو إلى بدء محادثات من دون شروط مسبقة بين السلطة والمعارضة مع استبعاد أي تدخل، بحسب بيان للخارجية الروسية. وكررت موسكو وبكين العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي دعوتهما أيضاً إلى وقف سريع لكل أشكال العنف في سورية. واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الخميس ان المجلس الوطني السوري هو «ممثل ذو مصداقية للمعارضة السورية. وأضافت ان الرأي التوافقي للجامعة العربية وكل الآخرين الذين يخططون لهذا المؤتمر هو أن المجلس الوطني السوري هو ممثل ذو مصداقية وبالتالي فانه سيشارك في الاجتماع الذي سيعقد في تونس اليوم الجمعة. ميدانياً قتل 61 شخصاً في أعمال عنف في مدن عدة بسورية أمس بينهم 13من عائلة واحدة في محافظة حماة . وأكدت الأمم المتحدة أمس الخميس ان القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عُزلاً وقصفت مناطق سكنية وعذبت محتجين مصابين في المستشفيات بناء على أوامر من «أعلى المستويات» في الجيش والحكومة. ودعا محققون مستقلون تابعون للأمم المتحدة إلى محاكمة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية وقالوا إنهم أعدوا قائمة سرية بأسماء القيادات العسكرية والمسؤولين الذين يعتقد أنهم مسؤولون عنها. وقال المحققون في تقرير قدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «حصلت اللجنة على أدلة متسقة لها مصداقية تحدد أفرادا في القيادات العليا والوسطى بالقوات المسلحة أمروا مرؤوسيهم بإطلاق النار على المحتجين العزل وقتل الجنود الذين يرفضون إطاعة مثل هذه الأوامر واعتقال أشخاص دون سبب وإساءة معاملة المحتجزين ومهاجمة أحياء مدنية بنيران الدبابات والبنادق الآلية العشوائي.» وقالت اللجنة ان اكثر من 500 طفل قتلوا منذ بداية الحركة الاحتجاجية في مارس 2011.