رحل قيثارة وادي ثقيف، الموسيقار طارق عبدالحكيم، سفير الفن السعودي، والرجل الطيب البسيط الذي لا تغيب الابتسامة عن محياه.
أبو سلطان ودع الحياة بعد حياة حافلة في القاهرة بعد ظهر الثلاثاء.
وطارق الحكيم ليس مغنياً وموسيقياً فقط، بل أكثر من ذلك فالرجل صاحب رؤية إنسانية شاملة كان يعمل من خلال الفن، الكلمة المغناة والموسيقى إلى زرع المحبة والتسامح.
عرفت أبو سلطان في بدايات القرن الهجري الرابع عشر، كان يقيم في شارع الخزان، وألتقيه في جمعية الثقافة والفنون عندما كان مقرها في الملز، دائماً يلتقيك بابتسامته وتحبه منذ أول لقاء، بسيط وعفوي يكسبك باحترامه وذوقه وتهذيبه ورغم فارق السن، ومركزه الاجتماعي إذ كان وقتها عميداً في الجيش العربي السعودي إلا أنه يتبسط كأنك صديقه منذ زمان.
وللراحل فضل كبير على الفن السعودي، فبالإضافة إلى تأسيسه للموسيقى العسكرية، عندما أنشئت الفرقة الموسيقية العسكرية في عهد وزير الدفاع الراحل الأمير منصور بن عبدالعزيز، والتي كانت تبث الحماس لدى العسكر، فقد أنشأ فرقة الإذاعة السعودية وأنشأ فرق الفنون الشعبية السعودية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والتي نقلت الفنون الشعبية إلى مختلف أنحاء العالم من خلال مشاركتها في المناسبات الوطنية والشبابية والرياضية، وعرّفت بهذا التراث الفني ولا تزال لشعوب العالم المختلفة، إضافة إلى ذلك فإن الراحل أدى العديد من الأغاني التي أحيت اللون الحجازي، حيث انتشرت أغانيه في الوطن العربي، وكانت أغنية «يا ريم وادي ثقيف» تتردد على ألسنة العديد من العرب ويعيدها المغنون العرب.
إضافة إلى ذلك قام بتلحين العديد من الأعمال الفنية التي أداها الفنانون السعوديون، الراحل طلال مداح ومحمد عبده ومن العرب وديع الصافي ونجاح سلام وفايزة أحمد ومحمد قنديل وكارم محمود وسميرة توفيق وهيام يونس، وله في هذا المجال أكثر من 300 أغنية شدى بها كبار المطربين السعوديين والعرب، والذي قد لا يعرفه الكثيرون أن لطارق عبدالحكيم عشرة سمفونيات تجسد الفن الشرقي.
الراحل فعلاً كان سفيراً للفن السعودي ورأس مجمع الموسيقى العربية وله إسهامات كبيرة وشجع العديد من المواهب الفنية السعودية.
رحم الله أبو سلطان وغفر له فكم كان بسيطاً وطيباً ومحبوباً من الجميع.
jaser@al-jazirah.com.sa