يعيش الكويتيون منذ نحو (8 أيام) في جدل واسع، بسبب قرار (إغلاق المقاهي) ومنع التدخين وتعاطي الشيشة في المطاعم والمجمعات, القرار الذي فُعّل بعد حوالي (17 عاماً) من صدوره..!
(المقاهي الشعبية) في الكويت التي تقدِّم (القدو) وغيره من ثقافات المنطقة، والتي يستريح فيها قديماً البحارة وأهل الخليج لتبادل الحديث مع (استكانة شاي) تعدل المزاج، بدأت في البحث عن مواقع جديدة خارج النطاق العمراني.. لتقديم خدماتها الجديدة، ذات (الخمسة نجوم) حفاظاً على صحة المجتمع..!
طبعاً (الريادة العالمية) في طرد المقاهي، خارج النطاق العمراني هو للعاصمة السعودية الرياض، رغم امتعاض البعض من هذا القرار الذي سبقنا به الجميع بسنوات طويلة جداً، فيما اليوم تلحق بنا (كبريات) العواصم العالمية، والسياحية في محاولة جعلها خالية من التدخين.
الدراسات والإحصاءات العالمية تقول إنه يموت سنوياً بسبب التدخين أكثر من (نصف مليون شخص) غير مدخن! جراء وجودهم في المكان الخطأ بالقرب من المدخنين، (منظمة الصحة العالمية) تخوض معركة شرسة مع شركات التبغ حالياً من أجل حث (حكومات العالم) على المشاركة في جعل (السيجارة) محرَّمة دولياً في الأماكن العامة، وتسجيلها خطراً (يحدق بالبشرية) والتضييق على متعاطيها, حفاظاً على صحة المجتمعات.
في الولايات المتحدة تقول أحدث التقارير هناك إن (طفلاً أمريكياً واحداً) من بين كل (خمسة أطفال) يتعرّض يومياً لأضرار التدخين بمجرد ركوبه السيارة التي تقله إلى المدرسة، وهذا يدل على المخاطر الكبيرة لعدم التوقف عن التدخين في الأماكن العامة..؟!
قد لا يعلم الكثير أن السعودية سجّلت (ابتكاراً عالمياً)، وسبقاً توعوياً هو الأحدث في سبيل مكافحة ومحاربة التبغ، وهو أسلوب (سعودي جديد) ينتظر أن يتم الاستفادة منه في كل (مطارات العالم) وبكل اللغات، كما ينتظر أن تستفيد منظمات وجماعات محاربة التبغ في دول عديدة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من (تحالف الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين) بالسعودية مع واحدة من أكبر بيوت الخبر في الإعلان والتسويق من أجل تقديم (بوستر التدخين الناطق) ..! وهو باختصار (باوستر) إعلاني أنيق، يوضع في الممرات وعلى الجدران، وفي المداخل, ليضيع من بين العديد من الإعلانات ولكنه سرعان ما (يفضح المدخن) بمجرد مروره بجواره، بإصدار أصوات (كحة شديدة وسعال) تحذّر من حوله بوجود من يدخن، تتحول معه صورة (شاب وسيم) إلى (رجل هزيل) ليجبر الشخص المدخن على (إطفاء سيجارته) فوراً، وبأسلوب رقيق وفكاهي يصلح لكل اللغات العالمية..!
إننا في انتظار إطلاق (الفكرة السعودية) فوراً لنفاخر دول العالم بمحاربتنا لهذه الآفة وأسبقيتنا في ذلك، رغم أن الأرقام المخيفة والمعلنة لنسبة المدخنين والمدخنات لدينا تدعونا لقول (أمبيه) على رأي أحبتنا في الكويت..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net