لا بد من شكر القائمين على المهرجان الوطني للتراث والثقافة والمساهمين في فعالياته على حرصهم الشديد على توفير كل أسباب الراحة والسعادة والمتعة للزائرين لهذا المهرجان المتفرّد في نوعه وفعالياته والتي تبرز كل عام المزيد من الجوانب الثقافية للمجتمع السعودي.. إن هذا الكم الكبير من الزائرين من داخل الوطن وخارجه شغفهم الاستمتاع بعبق التاريخ لهذه البلاد القارة وتراثاتها العديدة والمتنوّعة.
فكبار السن من المواطنين يرون فيه شيئاً مما مرَّ بهم في بدايات حياتهم، حيث كان الشح والفاقة والحياة الصعبة ويستحضرون ذلك الماضي ومقارنته بما صار من بعده وصولاً لحال ما هم عليه الآن من رخاء ونعمة وتطور.. مثلما يرى فيه الشباب مقدار ما تحقق ويتحقق كل عام من تطور جعل بلادهم في مصاف أكثر الدول تقدماً بعد أن نهلوا من العلم الذي صار الاستثمار فيه الهدف والغاية لحكومتهم الرشيدة، فيما صار من وصول الجامعات لشتى المناطق ناهيك عن تلك الأعداد الكبيرة من قوافل الطلبة ممن يجري ابتعاثهم لتلقي العلم في أرقى جامعاته ومعاهده في شتى دول العالم.
كل ذلك مما أوجد واقعاً مشرفاً وواعداً يعد بمستقبل أكثر إشراقاً لدولة منَّ الله عليها بالكثير من خيراته ونعمه ووفَّقها في قادة حباهم الله الحكمة وصواب الرأي وحسن البصيرة، وعبر تلك المراحل الزمنية المختلفة التي كانت بدايتها مع مرحلة التوحيد والتأسيس على يد ذلك القائد العظيم الملك عبد العزيز وأبنائه البررة من بعده وصولاً لهذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله- الذي حقَّق لهذا البلد الكثير والكثير.. هذا البلد الذي يعيش أفراحاً متتابعة؛ ولعل هذا المهرجان أحد مباهجها، فلنحمد الله ونشكره على ما أسبغ على هذه البلاد من جلائل نعمه التي لا تُحصى وندعوه جلَّت قدرته بأن يحفظ رمز هذه البلاد وقائدها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وأن يبرهما كما برا بمواطنيهما وأحسنا البر بوطنهما وأحسنا في رعايته والذود عنه.