|
حائل- حمود اللحيدان
أسبوعان مضيا بعد عودة طالبات المدرسة الثانوية الثانية والعشرين للبنات بحائل، هُما الأقسى والأمرّ لجميع منسوبات وطالبات المدرسة جرّاء تلك الأجواء الحزينة بعد تلقيهن نبأ حادث الأربعاء لأسرة الأربع الشقيقات طالبات الصف الثالث الثانوي، حين كانت الأسرة في طريقها إلى مكة لأداء العُمرة ذلك الحادث الأليم الذي شتت ألفتهُن، وأخفى تواجدهن حيث توفيّت فيه إحداهن وترقد أخرى في حالة غيبوبة وفقدان للوعي بالعناية فيما خرجت بانهيار نفسي أختهن المُتبقيّة مؤخرًا من المستشفى هي ووالدتها وتلقين فور وصولهن البيت نبأ وفاة الجدة، والبنت طالبة المرحلة النهائية ووفاة طفلهم 12 عاماً وأخيه الشاب قائد السيارة وفي السنة الأخيرة بجامعة حائل ونقل مُصابة أخرى للرياض هي خالة الطالبات. وقد تحدث لـ (الجزيرة) مصدر من داخل المدرسة بالقول: إنه مع أول أيام الدراسة عمّ الخبر الحزين أجواء المدرسة وارتعشت المشاعر وتبعثرت الدموع ففُقد أربع طالبات دُفعةً واحدة ليس بالشيء السهل والمرأة أقوى ما فيها عاطفتها الحسّاسة، الصمت والدهشة صفة الجميع، الحزن كان حاضراً وبالذات في فصل (منيرة) المتوفاة وشقيقاتها الغائبات فحصل أن اجتمعت الطالبات عند طاولة زميلتهن مع نوبات وإجهاش بالبُكاء لا يُمكن وصفه، لتقوم إدارة المدرسة بنقل الطالبات إلى جهة أخرى وتخصيص فصل جديد يُنسيهن ذكريات الألم والفراق. ويبقى الموقف الأشدُ تأثيراً هو بُكاء إحدى العاملات (آسيوية) فور علمها حيث تروي قصصاً لها معهن فتقول دائما ما يُقدمن لي (الهدايا) و في آخر يوم قبل الإجازة جئن إلي و قُمن بإعطائي هدايا أكثر ونقودًا فقلت لمَ كل هذا؟ فاقتربت مني (منيرة) التي توفيّت وقبلتني لأول مرة، فأنا عاملة نظافة لا علاقة لي بالطالبات.
وقامت منسوبات وطالبات وعاملات المدرسة بزيارة عزاء لأم البنات فرأينها رغم احتسابها وصبرها غريقة بدموعها، آثار الحادث وفُقد الأربعة غيّرا ملامحها، تتحرك بثُقل، يتكفّل بمسح مدامعها زوارها والحضور، ترفع يديها للسماء، احتضنت المُعلمات وطلبت منهن السماح لبناتها الثلاث بالعودة إلى المدرسة متى ما منّ الله عليهن بالشفاء ولو بعد سنوات.