|
الجزيرة - المحليات
تجاوب العديد من المواطنين الذين يملكون قطعاً أثرية مع حملة الهيئة العامة للسياحة والآثار لاستعادة الآثار الوطنية، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة مؤخراً، وقاموا بتسليم الهيئة عشرات القطع الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة.
وأكد المواطنون أن استجابتهم لتلك الدعوة وتسليمهم للقطع الأثرية التي بحوزتهم هو واجب وطني، وهدفه إبراز تاريخ وحضارة المملكة، ودورها في الحضارة الإنسانية، حيث سيتم عرض تلك القطع في متاحف المملكة، ويراها الجميع سواء المواطنين أو المقيمين أو السياح الذين يأتون من الخارج لزيارة المملكة، كما أن الهيئة هي الأقدر على حفظ وحماية تلك الآثار.
وأشادوا بدعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لحماية آثارنا الوطنية التي تحفظ تاريخنا، ناصحين في الوقت ذاته المواطنين الذين يملكون قطعاً أثرية بتسليمها الى الهيئة العامة للسياحة والآثار.
فقد أكد الدكتور صلاح بن خالد البخيّت (نائب الرئيس للاستثمار بالهيئة العامة للسياحة والآثار) أنه قام بتسليم القطع لسمو رئيس الهيئة بصفته مواطناً قبل أن يكون مسئولا في الهيئة, انطلاقا من أن الآثار هي ملك الدولة وهي - كما قال سمو رئيس الهيئة في مؤتمره الصحفي لإطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية - باتت قضية وطنية أصيلة تهم كل مسئول ومواطن, يستشعر المواطن أهميتها وقيمتها التاريخية والوطنية ويكون الحارس الأول لها, ويستشعر أهمية أن تكون الآثار لدى الجهة الحكومية المعنية بحمايتها والاستفادة العلمية والبحثية منها.
وأوضح د. البخيّت أن القطع الأثرية التي قدمها للهيئة تبلغ ثلاث قطع نقدية, وحسب تقدير نائب الرئيس للآثار والمتاحف أنها تعود لفترة ما قبل الإسلام هي من القطع الموجودة في منطقة الجوف، وقد حصل عليها كإهداء من أحد الأقارب في منطقة الجوف.
ودعا د. البخيّت المواطنين للتجاوب مع دعوة الهيئة في تسليم ما لديهم من قطع أثرية, مشيرا إلى أن ذلك يعكس تحضر المواطن وانتماءه الوطني وحرصه على حفظ تاريخ بلاده.
من جهته، قال المواطن محمد سعود الحمود، إنه قام بتسليم (25) أثرية مختلفة من منطقة الرياض، وبعضها يعود إلى العصور الحجرية قبل عشرة آلاف سنة، إضافة إلى قطعة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام، وقطع تعود إلى بداية العصر الإسلامي، ومن أهمها نقش ميلي على درب زبيدة.
وحول كيفية الحصول على هذا القطع، قال الحمود: «بعض القطع حصلت عليها عن طريق الشراء من المزادات التي كانت تقام في مدينة الرياض»، مشيراً إلى أن القطع التي قام بتسليمها من أحياء في مدينة الرياض مثل حي المصانع، وحي الحني، وحي لبن في وسط الرياض، وهي أحياء مأهولة حالياً.
وعن الأسباب التي دفعته إلى تسليم هذه القطع الأثرية، قال: «ما دفعني إلى تسليم هذه القطع هو دعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك - حفظه الله - للهيئة لتبني حملة استعادة الآثار الوطنية، حتى يتم عرضها في متاحف المملكة المختلفة، وما يهمني أن يتعرف الناس عليها، لأنها تعكس حضارة وتاريخ المملكة.
وتابع الحمود: «أنصح من يمتلكون قطعاً أثرية بتسليمها للهيئة العامة للسياحة والآثار، لأنها هي القادرة على حمايتها والحفاظ عليها، لاسيما أن قطع الآثار عندما نحتفظ بها في منازلنا لا يطلع عليها أحد، لكن عندما تكون في المتاحف سيطلع عليها المواطنون والأجانب من مختلف الجنسيات، حتى يعرف الجميع تراثنا وتاريخنا».
من ناحيته، أوضح عبد الله قاسم المغربي الإدريسي، صاحب متحف المغربي الإدريسي في الرياض (وهو من أكبر المتاحف في الرياض والشرق الأوسط للعملات)، إنه سلّم الهيئة العامة للسياحة والآثار مجموعة من العملات من عهد الدولة العباسية والأموية، إضافة إلى بعض القطع الأخرى التي لها قيمة تاريخية كبيرة وتعود إلى الفترة من العام 158 إلى 167 هـ.
وقال إنه قام بتسليم هذه العملات استجابة لدعوة الهيئة العامة للسياحة والآثار، ناصحاً المواطنين بتقديم ما لديهم من قطع أثرية وتاريخية، مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة في الاهتمام بالآثار.
أما المواطن أحمد بن محمد بن معتق القحطاني، وهو نجل صاحب المتحف التراثي والوثائقي والمخطوطات في بلاد قحطان في منطقة عسير، فقال إنه سلم إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار أربع قطع حجر منحوتة تعود إلى القرن الأول والثاني الإسلامي، وعليها نقوش.
وأكد أن تسليم هذه القطع جاء استجابة لدعوة الهيئة للمواطنين بتسليم القطع الأثرية، وهي الدعوة التي جاءت بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ليتم عرضها في المتاحف بمختلف مناطق المملكة، مشيراً إلى أنه تشرف بالسلام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. وأعرب عن أمله من جميع أصحاب المتاحف الخاصة أن يسلموا ما لديهم من قطع أثرية للهيئة، للحفاظ على قيمتها التاريخية، مشدداً أن هذه القطع ستجد الاهتمام الأكبر من هيئة السياحة، وسيراها السياح عندما يأتون لزيارة المملكة، ويتعرفون على حضارة هذه البلاد.
وأضاف القحطاني: أنا أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذي يبذل جهده ووقته لخدمة السياحة والآثار، لأن هذا التراث هو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا أيضاً.
وكان سمو الأمير سلطان بن سلمان دعا مؤخراً خلال إطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية من لديهم مجموعات أثرية تخص المملكة في داخل المملكة أو خارجها إلى التعاون مع الهيئة في إعادتها والمشاركة بها معرض الآثار الوطنية المستعادة، وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» 1433هـ.