|
تشرفت بتلقي دعوة من معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة للمشاركة في منتدى فرص الأعمال السعودي الياباني المنعقد في طوكيو باليابان خلال الفترة من 31 يناير 2012م حتى 2 فبراير 2012م وإلقاء كلمة خلال المنتدى للتعريف بصندوق التنمية الصناعية السعودي وإطلاع الأصدقاء (المستثمرين) اليابانيين على دور الصندوق في دعم القطاع الصناعي بالمملكة وما يمكن أن يقدمه هذا الجهاز للمستثمر الصناعي الياباني، وفي الوقت الذي آمل أن أكون قد وفقت بتقديم ما هو مطلوب رغبت أطلاع المهتمين بالعلاقة الأقتصادية بين البلدين على الانطباع الإيجابي الذي خرجت به من مشاركتي في المنتدى والذي ألخصه في النقاط التالية:
1- دائماً أستمع إلى توجيه خادم الحرمين الشريفين للسفراء الذين يعينون سفراء جدداً للملكة في البلدان الصديقة وخاصة توجيهه حفظه الله في الاهتمام في كل ما يتعلق بمصلحة الوطن والمواطن، وقد لاحظت أن سفارة المملكة باليابان جسدت هذا التوجيه على أرض الواقع. فرجال السفارة كانوا أول المستقبلين للمشاركين السعوديين بالمنتدى في المطار، كما أوجدت السفارة مكتباً لها في الفندق مقر سكن الوفد السعودي ومكان إقامة المنتدى، ووجدنا رجال السفارة في كل مكان في أورقة الفندق يعرضون المساعدة للوفد السعودي. ولم أستغرب هذا الاهتمام وهذه المتابعة حينما تبين أن خلف ذلك معالي سفير المملكة باليابان الدكتور عبدالعزيز عبدالستار تركستاني. هذا الرجل النشط والديمكانيكي المتواجد بيننا طيلة أيام المنتدى والذي غمر كل فرد من أعضاء الوفد السعودي باهتمامه حتى شعر كل عضو من أعضاء الوفد أنه حظي باهتمام خاص من معاليه. وليس هذا انطباعي الشخصي فقط بل كل من تحدثت معه من أعضاء الوفد لديه نفس الانطباع. والأمر المفرح فيما يتعلق بالسفارة ورجالها الاهتمام بالجوانب الاقتصادية بين البلدين والرغبة الأكيدة في تطوير العلاقة في هذا الجانب وتسخير كل إمكاناتها لتحقيق ذلك. وأجزم أن ذلك سيتحقق بإذن الله خصوصاً في ضوء التعاون الملموس بين سفارة المملكة باليابان وسفارة اليابان بالمملكة ممثلة في معالي السفير السيد شيغيرو إنـدو (المتواجد طيلة أيام المنتدى) والذي تعرفت عليه مسبقاً ولمست منه اهتمامه الخاص بالجوانب الاقتصادية بين البلدين وحرصه على تطوير وتنمية الاستثمارات اليابانية في المملكة.
2- علاقتي مع الأصدقاء (المستثمرين) اليابانيين من خلال صندوق التنمية الصناعية السعودي طويلة وكنت ألمس في الماضي تحفظ الأصدقاء اليابانيين (من شركات وأفراد) فيما يتعلق بالاستثمار في المملكة لأسباب يرونها جوهرية ولكنها غير مقنعة لنا في الصندوق. ويبدو مما لمسته من حجم المشاركة اليابانية في هذا المنتدى وما دار خلاله من نقاش إضافة إلى ما تم استنتاجه من النقاش الجانبي مع بعض المشاركين من الجانب الياباني أن هناك تحولاً إيجابياً كبيراً في نظرة الأصدقاء اليابانيين إلى المملكة كبيئة استثمار آمنة وواعدة، وعلينا في المملكة استثمار هذا التحول وتكثيف التواصل الرسمي والخاص مع الجانب الياباني.
3- أضافت مشاركة معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ومعالي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني ومسؤولين رسميين آخرين قيمة عالية لمشاركة الوفد السعودي في المنتدى وأعطت كلماتهم في المنتدى قناعة للأصدقاء اليابانيين المشاركين في المؤتمر (رسميين وقطاع خاص) أن حكومة المملكة تولي علاقتها مع اليابان اهتماماً خاصاً وتعمل على تطوير مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
4- سرعة الحصول على تأشيرة الزيارة من كلا السفارتين (سفارة المملكة باليابان وسفارة اليابان بالمملكة) والتي قوبلت باستحسان المشاركين، وأعطت مؤشراً على الرغبة الأكيدة لحكومتي البلدين على تطوير العلاقات في كل المجالات كما أن إصدار أكثر من 9 آلاف تأشيرة خلال العام 2011م من سفارة المملكة في اليابان للأصدقاء اليابانيين مؤشراً آخراً يؤكد مرونة الجانب السعودي في هذا الجانب وعلى توجه المستثمر الياباني للاستثمار في المملكة وقناعته بأنها بيئة جاذبة للاستثمار.
5- لفت انتباهي تواجد بعض الطلاب المبتعثين للدراسة في اليابان طيلة أيام المنتدى ومشاركتهم بالتنظيم، ومن حديثي مع عدد منهم لمست إشادتهم بتعاون واهتمام ومتابعة سفارة المملكة لهم وارتياحهم للدراسة في اليابان رغم صعوبة اللغة، لذا قد يكون زيادة عدد المبتعثين للدراسة في هذا البلد مستقبلاً خطوة إستراتيجية طويلة المدى لتطوير العلاقات بين البلدين والتعاون في مختلف المجالات.
6- لدى الأصدقاء اليابانيين المشاركين في المنتدى قناعة واضحة بأن المملكة العربية السعودية بلد مستقر وآمن وبيئة جاذبة للاستثمار في جميع مجالات الاقتصاد كما أن الوضع الاقتصادي لديهم يدفعهم للتوجه لتنمية التعاون الاقتصادي مع بلد بحجم وأهمية المملكة، وعلى مؤسساتنا العامة والخاصة استثمار هذا الوضع والمبادرة في تقديم كافة التسهيلات لجذب المستثمرين اليابانيين والاستفادة من خبراتهم والتقدم التقني الكبير الذي وصلت إليه مؤسساتهم.
7- كرر المتحدثون اليابانيون في المنتدى ولقاء رجال الأعمال السعودي الياباني ثناءهم وتقديرهم وشكرهم لموقف المملكة مع اليابان أثناء كارثة الزلزال والتسونامي الذي تعرضت له بعض مناطق الدولة في العام الماضي وأشادوا بسرعة استجابة المملكة ومساهمتها في التخفيف من مصاب المواطنين في المناطق المنكوبة.
ولا شك في أن الشعب الياباني بشكل عام شعب حضاري راقٍ في تعامله ومتعلم ومثقف ويحترم ويقدر الشعوب والثقافات والديانات المختلفة، فكم هو جميل ومعبر من الجهة المنظمة للمنتدى أن تحرص على توفير مصلى فسيح في إحدى قاعات الفندق القريبة من قاعة المنتدى ووضع اللوحات الإرشادية لموقع المصلى واتجاه القبلة إضافة إلى وضع لوحات إرشادية لاتجاه القبلة في غرف الوفد السعودي، فلكل الأصدقاء اليابانيين كل التقدير والثناء.
مدير عام صندوق التنمية الصناعية السعودي