بصراحة لم يتوقّع حتى أكثر المتشائمين الأحداث الجارية في دوري زين والمتضمنة اتفاق عدد من رؤساء الأنديه على شعار الشركة الراعية للدوري وإذا ما حدثت هذه فسوف تكون الأولى على مستوى العالم التي تقوم أندية برفض شركة راعية، ولو بحثنا عن السبب خلف كل ذلك، لوجدناه هيئة دوري المحترفين نفسها، التي لم تعمل باحترافية أو شفافية مع الأندية التي تعتبر في الأساس الركيزة الحقيقية للرياضة ومع ذلك غيّبت عن الواقع من جميع النواحي، وقد حان بالفعل الوقت أن يكون لهم موقف موحّد خاصةً عندما اطلعوا على ما سبق أن صرّح به رئيس مجلس إدارة زين الأمير حسام بن سعود عند ما قال بالحرف الواحد: سلّمنا هيئة الدوري 300 مليون ريال لثلاثة مواسم وهذا الكلام يتنافى تماماً مع ما سبق أن ذكره الدكتور حافظ المدلج عند ما قال لا أستطيع ذكر المبلغ حسب طلب الشركة الراعية وهذا لا يضع أمامنا إلا دليلاً واحداً وهو أن المبلغ قد استخدم لغير الأندية! وهنا لا أدخل في الذمم أو اتهم أحداً ولكن السؤال المطروح: من استفاد من هذه الأموال إذا كانت الأندية لم تستفد؟ وإذا كنا قد تطرقنا إلى هذه المعضله قبل أن نطلع على تصريح سمو رئيس مجلس إدارة شركة زين فإن لدينا الحس والدراية بأن رعاية دوري كالدوري السعودي لا بد أن يكون بمقابل مجز للغاية واليوم لا أعلم بماذا سوف ترد أو تبرر هيئة دوري المحترفين على مغالطاتها وعدم مصداقيتها وماذا لديها أن تعمل بعد ان أضرَّت بالأندية بعلم أو بدونه.

من يستفيد من درس الهلال؟

قد لا أبالغ إن قلت إن هناك هلاليين قد وجهوا اللوم لإدارة ناديهم وتعاقدها مع المحترفين المغربيين العربي وهرماش وهما لديهما مشاركات قارية مع منتخب بلادهما، وكذلك التعاقد مع إيمانا الذي لم يوفّق مع الهلال وكان معظمهم قد اعتقد أن عند رحيل هؤلاء أو غيابهم سيكون مؤثراً على الفريق ولكن جاءت نافعة فقد فتح المجال لشباب النادي الذين أبلوا بلاءً حسناً في لقاءين كبيرين واستطاعوا أن يرسموا لوحة جميلة في لقاء النصر ومن ثم الاتحاد. وبغض النظر عن نتيجة اللقاءين إلا أن المفرح أن ترى شباباً يعقد عليهم الأمل لمستقبل الكرة السعودية من خلال ما قدّموه من أداء رفيع وخلق عال وإخلاص واحترام للجماهير.

إننا في الأندية السعودية مطالبون بأن نحذو حذو إدارة نادي الهلال وسياستها التي أثبتت أن الفريق لا يعتمد على أي اسم مهما كان حجمه، تصوروا أن التميّز الهلالي قد وصل إلى وضع اللاعب أحمد الفريدي الذي اعتبره من أبرز اللاعبين السعوديين حالياً على دكة الاحتياط وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن بإمكان الهلال الاستغناء عن جميع لاعبيه الأجانب ولإحقاق الحق قد أجد نفسي منصفاً إذا ما قلت إن الاتفاق يأتي بالدرجة الثانية بعد الهلال، حيث أصبح لاعبوه من الفريق الأولمبي وصغار السن والذين أصبح يعتمد عليهم اعتماداً كلياً ويسرح لاعبيه الكبار أو يضعهم على دكة البدلاء، كم نحن فخورون كرياضيين بهذه النماذج من الأندية التي أصبحت تشكل الداعم للمنتخبات السعودية.

ماذا يجري في الاتحاد؟!

فوجئ الجميع فيما يحدث في الاتحاد خاصة على المستوى الإداري فبغض النظر عن ما يقدّمه الفريق من مستويات هابطة وغيابات متكررة إلا أن الملاحظ وغير المسبوق هو التناقضات الإدارية والتصريحات المتناقضة والتصادمات فيما بين الأجهزة المختلفة؛ فبعد الاتهامات التي حدثت بين المدرب وطبيب النادي ها هو المدرب يعود مرة أخرى ويتهم الإدارة بتسريح اللاعب ويندل بدون علمه وكم كان يتمنى بقاءه كذلك هناك معلومات تقول إنه تم الاستغناء عن بعض اللاعبين بدون علم الجهاز الفني واليوم لا يعرف المحب الرياضي والاتحادي خصوصاً كيف تدار الأمور داخل أورقة الاتحاد، وفي اعتقادي الشخصي أن الأخ اللواء محمد بن داخل لم يحسن التوقيت في رئاسة نادي الاتحاد، حيث تولى قيادة النادي وهو في أسوأ حالاته ومن جميع الجهات خاصة توقف الداعم عن دعمه وابتعاد رجالات الاتحاد المؤثّرين والاكتفاء بالأعضاء المثرثرين فقط في الصحف والفضائيات اليوم قد لا يجد الاتحادي ملجأ له بعد الله إلا صاحب الأيادي البيضاء الأمير الإنسان صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن منصور الذي يعتبر الرمز الاتحادي الأصيل، فتدخل سموه وتحديده للعمل في النادي قد يبعد من يحاول أن يسقط الاتحاد أو يعبث بتاريخه.

نقاط للتأمل

- وصول الهلال للمباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد للمرة الخامسة على التوالي يدل على أن هذا النادي تتوارثه الأجيال لإسعاد محبيه وليس لإسعاد من يعمل داخله.

- إشراك اللاعب عزيز بعد التوقيع مباشرة وتجميد اللاعب سعد الحارثي وهو مع الفريق لأكثر من شهر ونصف يدل على اختلاف الثقافه بين المعسكرين.

- ما يحدث في نادي الاتحاد مستغرب وغير مبرر والواضح أن العمل الإداري ضعيف وكل يغني على ليلاه.

- خروج نادي الأهلي من كأس ولي العهد لا يمكن أن يقلّل من العمل الكبير الذي أنجز ولا يعكس المستويات الرائعة للفريق وتصدره لدوري زين ولكن هذه مباريات خروج المغلوب.

- سؤال: هل يوجد أمل لدينا ولو 1% أن نمتلك يوماً من الأيام حكماً بمستوى ومقدرة الحكم الروماني الذي أدار لقاء الأهلي والاتفاق الأخير..؟ أشك في ذلك!

- ما يحدث في نادي القادسية مستغرب جداً من أبناء الساحل الشرقي المعروفين برقيهم ووعيهم الكبير ولا يوجد مبرر للتصرفات التي يقومون بها؛ فمن حقهم الاحتجاج وإبداء عدم الرضا ولكن يجب أن يكون الدخول مع الأبواب وليس مع النوافذ.

- كرّمت شركة هاترك في الكويت الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة في بادرة أكثر من رائعة وهي مستغربة في هذا الوقت لأننا تعودنا أن تكرّم الرموز بعد رحيلها.

- لا أعلم ما هو موقف الجهات الرقابية والقانونية في البلد مما يحدث في الأندية السعودية وتغييب مستحقاتها خاصة النقل التلفزيوني.

- اليوم الجمعة أتذكر بها أهل القلوب الطيّبة وألتمس فيها صفاء القلوب والمحبة الدائمة والدعاء من الله أن يديم الود والحب في الله.

ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.