الحمد لله الحي الذي لا يموت، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ففي صبيحة يوم الأحد 23-1-1433هـ فجعت بوفاة أخي معاذ (يرحمه الله) الذي كان يرقد بجواري بل بيني وبين أخي عبدالكريم في غرفة واحدة، إثر سكتة قلبية مفاجئة مما كان له أبلغ الأثر لفراقه في نفسي والحزن عليه، وقد حضر جنازته -رحمه الله- جَمٌّ غفير وقد اكتظ جامع الملك عبدالعزيز في محافظة الزلفي بالمصلين وكذلك المقبرة، وقد توالت اتصالات المعزين في الأيام الأولى من وفاته، وكذلك ممن حضر للتعزية خلق كثير، أسأل الله أن لا يريهم أي مكروه، وأن يجزيهم خير الجزاء..
وقد تأثر العديد لفراقه ممن يعرفه ومن لا يعرفه، وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على حب الناس له، وأسأل الله أن يجعل ذلك علامة على وضع القبول له في الأرض
وقد كان -رحمه الله- ممن يتفانى في خدمة والدتي ووالدي، وقد كانت عبارته التي دائماً يرددها عندما تأمره والدتي أو والدي (سم، أبشر). وكان رحمه الله متواضعاً، خلوقاً، ذا عفةٍ وأدبٍ وحياءٍ جم، ولا أقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى، فإن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده لأجل مسمى، ولا أحب أن أستطرد في الإسهاب في ذلك.
وقد رثاه جمع من الشعراء بقصائد ومن ذلك قصيدة للشاعرالأستاذ - عبدالله بن سعود الدويش
قل لمن يبكي معاذا
ليس يبكى مثل هذا
إنما نبكي شبابا
ترك الحق لواذا
لا تسلني عن دموعي
نزلت مني لماذا
إنه دمع غزير
ليس سحا أو رذاذا
لو حبستم دمع عيني
لغدا قلبي جذاذا
ليت كل الناس فينا
أصبحوا أمثال هذا
لنرى الأخلاق فيهم
ونرى الذكر ملاذا
إنه من خير قوم
تركوا الشر انتباذا
ربنا اشملنا بعفو
واجز بالخلد معاذا