|
دمشق - بيروت - بروكسل - موسكو - وكالات:
قامت القوات السورية «بتفجير منازل» في بلدة رنكوس الواقعة على بُعد نحو أربعين كيلومتراً شمال دمشق، والمحاصرة منذ سبعة أيام، حسبما أفاد متحدث باسم ناشطين معارضين على الأرض أمس الثلاثاء. وقال المتحدث باسم تنسيقية رنكوس أبو عمر في اتصال هاتفي خلال وجوده خارج البلدة «هذا الصباح، بدؤوا بتفجير البيوت بعد تفخيخها بالمتفجرات، بينما كان السكان يهرعون للخروج منها». وأضاف «إنهم يحرقون بعضها ويستخدمون الديزل لذلك، وأحياناً ينهبونها قبل تفجيرها, إنها عمليات انتقام».
وأشار إلى أن التنسيقية استقت معلوماتها من سكان نجحوا في الفرار من البلدة عبر البساتين المحيطة أو من سكان في بلدات مجاورة مثل صيدنايا وتلفيتا وعكوبر وحفير «حيث في الإمكان مشاهدة أعمدة ضخمة من الدخان ترتفع من رنكوس». وأوضح أبو عمر أن «الطريق الأساسي إلى البلدة مقطوع، وأن الكثير من المواد الأساسية مقطوعة من البلدة، مثل حليب الأطفال، ولا كهرباء ولا ماء». وقال «ليغيثنا العالم, نحن نموت».
من جهة أخرى, دعت المعارضة السورية إلى يوم حداد وغضب أمس الثلاثاء في سوريا بعد مقتل مئات الأشخاص في تصعيد للقمع، وذلك قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي المنقسم في مسعى لوقف حمام الدم.
وقُتل نحو 300 شخص منذ الجمعة في أعمال عنف، بينهم مدنيون وعسكريون منشقون، قُتلوا برصاص قوات الجيش النظامي في مواجهات باتت تثير مخاوف من سقوط البلاد في أتون حرب أهلية. وقد كثف نظام الرئيس السوري بشار الأسد القمع في محاولة للقضاء سريعاً على الاحتجاجات مستفيداً من الدعم الروسي واستمرار الانقسامات في مجلس الأمن الدولي بشأن الملف السوري. وقالت وزارة الخارجية السورية إنه «تم توجيه ضربات موجعة منذ ثلاثة أيام للمجموعات الإرهابية المسلحة» بحسب وصفها. وقُتل مائة شخص الاثنين في أعمال عنف، بينهم 55 مدنياً و41 من العسكريين المنشقين، أغلبهم في حمص (وسط) مركز الاحتجاجات. وأكد المنشقون عن الجيش النظامي أنهم لجؤوا إلى السلاح للدفاع عن المدنيين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتكثفت أعمال العنف أيضاً في المناطق القريبة من العاصمة دمشق. وقال المجلس الوطني السوري، أبرز قوى المعارضة، إنه قرر بالتنسيق مع قوى «الحراك الثوري» إعلان الثلاثاء «يوم حداد وغضب عام على ضحايا المجازر الوحشية لنظام الطغمة الأسدية».
إلى ذلك, طالب القادة الأوروبيون مساء الاثنين الأمم المتحدة بإنهاء «القمع» في سوريا، عشية اجتماع يعقده مجلس الأمن. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي في مؤتمر صحفي «نحن مستاؤون من الفظائع والقمع الذي يرتكبه النظام السوري، ونحض أعضاء مجلس الأمن الدولي على اتخاذ التدابير الضرورية لإنهاء القمع».
وتبنى رئيس الاتحاد الأوروبي ذلك الموقف نفسه لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي دعت في وقت سابق الاثنين الأمم المتحدة إلى التحرك من أجل وقف العنف في سوريا.
من جهتها, اعتبرت روسيا أمس الثلاثاء أن اعتماد مشروع القرار في الأمم المتحدة حول سوريا، الذي عرضه الغربيون ودول عربية، يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية في البلاد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف على حسابه على تويتر إن «مشروع القرار الغربي في مجلس الأمن الدولي لا يصب في اتجاه تسوية. إن فرضه سيمهد الطريق أمام حرب أهلية».