|
بريدة/ بندر الرشودي
نجحت جامعة القصيم في تسليط الضوء على المنطقة التاريخية المعروفة باسم (جبل قطن) غرب منطقة القصيم, وذلك بنصبها لمخيمها الدائم بين الجبال الشاهقة في خطوة ستساهم في إعادة اكتشاف هذا المكان الجميل الذي هو عبارة عن مجموعة من الجبال الشامخة التي تتخللها الأودية ذات الأشجار الوافرة ويتضمن الكثير من الأماكن التي تتمتع بطبيعة خلابة ويحتضن خلال موسم الأمطار العديد من الشلالات والمساقط المائية الطبيعية.
وقد قطع سمو نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز قرابة 500 كم ذهاباً وإياباً تلبية لدعوة معالي مدير جامعة القصيم, الرامية لزيارة سموه للمخيم وتشريف حفل الغداء بحضور محافظي المحافظات ورؤساء المراكز بمنطقة القصيم ووكلاء الجامعة وعمدائها ومنسوبيها.
وتجول سموه داخل منطقة جبل قطن مستمتعاً بالمناظر الخلابة والجبال الشاهقة والأشجار الشامخة التاريخية التي تتميز بها قطن ودارت هناك الكثير من الأحاديث الودية التي تركزت حول كيفية تطوير جبل قطن ليكون متنزهاً بارزاً في المنطقة.
وأشاد نائب أمير منطقة القصيم في حديث صحفي بجامعة القصيم وتحقيقها لقصب السبق في تسليط الأضواء على هذه المنطقة التاريخية المشهورة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمل تاريخاً عربياً ثرياً بالأدب والثقافة مؤكداً أنها من أجمل المناطق السياحية البيئية بمنطقة القصيم.
وأفصح سموه بأن الاستغراب تملكه بعد علمه من معالي مدير الجامعة بإقامة المخيم بهذه المنطقة نظراً لبعدها عن مقر الجامعة ولكن هذا الاستغراب زال تماماً عقب هذه الزيارة لما تحتويه من مناظر جميلة وجبال وتضاريس قلما تجدها في مناطق أخرى.
وأكد سموه أن من حسن حظ هذه المنطقة أن الجامعة وكلياتها وتخصصاتها سواء التاريخية أو البيئية أو الجغرافية هي خير من يقوم بإجراء البحوث الميدانية بالمنطقة ولعل أول ما اتفقنا عليه مع الجامعة هو المطالبة بتكثيف حماية قطن نظراً لتواجد أشجار جميلة تستحق العناية بها, وسنقوم بدعوة الهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ونتطلع لأن يكون هناك مذكرة تفاهم بين الهيئة والجامعة لإعداد مشروع قادم هدفه تفعيل حماية المنطقة وإيجاد أكبر عدد من المراقبين لنشر التوعية للحفاظ على هذه الثروة البيئية.
ولفت الأمير فيصل بن مشعل أنه قطع هذه المسافة لمشاهدة المنطقة وهذا ليس كثيرا على مثل هذا الموقع الذي لمست من معالي مدير الجامعة حماساً شديداً لأهمية زيارته وللأمانة أقول لو كانت المسافة عشر ساعات لوصلنا إليها حينما نجد مثل هذا المكان الجميل ونستمتع بالتواجد بموقع مميز, مشيداً بالاتفاقية الموقعة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار مع وزارة الشئون البلدية والقروية عبر بلدية عقلة الصقور لتطوير منتزه قطن وما رصد من مبلغ نأمل أن يكون نواة عمل لانطلاق مشروع متكامل في قطن.
وقدم سموه في الختام شكره وتقديره لجامعة القصيم قائلاً: باسمي وباسم إخواني وزملائي المحافظين أقدم شكري وتقديري لمعالي الدكتور خالد الحمودي مدير الجامعة وزملائه وكلاء الجامعة وعمداء الكليات وبالأخص عميد كلية العلوم والآداب في عقلة الصقور على هذه الدعوة الكريمة.
مخيم الملوك
قدم معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي شكره وتقديره لسمو نائب أمير منطقة القصيم على تفضله بتلبية دعوة الجامعة لزيارة مخيم الجامعة بجبل قطن مشيراً إلى أن هذه المنطقة موغلة في أعماق التاريخ ولها إرث تاريخي وأدبي كبير تعكسه القصائد المتعددة والقصص التاريخية التي احتضنها والتي دونتها كتب التاريخ والأدب موضحاً أن الملك عبدالعزيز والملك سعود - رحمهما الله - سبق أن أقاما مخيمات لهما في قطن مستعرضاً معاليه تاريخ جبل قطن في العهد السعودي حيث أشار إلى أن الدولة أنشئت فيه هجرة عام 1347هـ سميت باسمه (قطن) وأول من أحدث فيها عمارة رجل يقال له (شديد الديري) من مزينة من بني سالم من قبيلة رحب، وهي في الهضاب الطوال من قطن، أي في الهضاب الرئيسية فيه إلى الشمال الغربي من بكرة قطن وتحتوي على عدد من القرى كبلدة قطن القديمة, وسميراء الطوال والمرموثة والوسق والمحبة ويوجد فيه عدد من الجبال كالبكرة والسييلة والمفهك والطول والظهرة وأم عريسة والبيض والمزهدة ودرعان والرقاب، ويوجد في هذه الجبال مزارع خاصة في الثييلة وأم غريسة.
وقد تطورت بلدة قطن بعد هذه النهضة المباركة والحضارة الواسعة في بلادنا، حيث أنشئ فيها عدد من مدارس البنين والبنات، ابتدائي ومتوسط، ومستوصف وقائم بالبريد، وقد وصل الهاتف إلى المركز والمدارس، وكذلك وصلتها الكهرباء، حيث أدخلت إلى المنازل والمزارع المنتشرة، التي يوجد فيها آبار عذبة وآبار ارتوازية ينقل منها الماء إلى عدد كبير من القرى والهجر المجاورة بالمنطقة لمسافة بعيدة تصل إلى أكثر من 120 كم.
وأوضح أن قطن أصبحت منتزهاً لسكان منطقة القصيم خاصة في فصلي الشتاء والربيع عند نزول الأمطار، وتكثر الشلالات في فصل الربيع، حيث ينبت العشب الأخضر، فترى هواة البر يترددون على هذا الجو الرائع، ويكثر الرعاة بأغنامهم، كما أن بياضة قطن تشتهر بالكمأة (الفقع) إذا كانت الأمطار موسمية، كما يكثر فيها الأشجار الكثيفة التي يستظل بها الناس وقت الصيف وهذا ما جعل جامعة القصيم تقيم مخيماً دائماً في هذه المنطقة الجميلة من بلادنا العزيزة.