الموت مصير كل حي إلا أن البعض وهم أحياء هم غائبون عن الساحة الاجتماعية وكأنهم أموات، وبعض الأموات وهم داخل اللحود وكأنهم أحياء لأن ذكراهم وأعمالهم وقيمهم باقية يتناقلها ويتفاعل معها الأحياء. والشيخ محمد بن مشاري التويم الهاجري من أهالي الجريفة الذي ترعرع فيها شاباً وقام بدور كبير مع أبنائه لتطوير بلدتهم حتى وافاه الأجل المحتوم يوم الاثنين الثامن من صفر وصلي عليه بجامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض عصر يوم الثلاثاء 9-2-1433هـ ودفن بمقبرة أم الحمام وشهد جنازته جمع غفير من محبيه ومعارفه وعدد كبير من أهالي الجريفة والداهنة والصوح وكافة بلدان الحمادة بالوشم لما يحتله من محبة لدى الجميع فقد كان رحمه الله رجل يحتل مكانة عالية بين أهالي قرى الحمادة لما يتصف به من الورع والتقى والكرم وفعل الخير وإصلاح ذات البين، كان عفيف اللسان لا يتفوه إلا بكلام حسن يمقت الغيبة والنميمة والكلام في الآخرين وبما أنه أكبر أهالي المركز سناً ومقاماً فإنه يحرص على التواصل معهم ويعود مريضهم ويستقبل الضيوف ويكرمهم لأنه يعي دوره الاجتماعي والأخلاقي.
ولأعماله الخيرية والإنسانية فقد وهبه الله عمراً مديداً شارف على المائة عام وهذا من توفيق الله لعباده المتقين ليزدادوا تقى وبراً بعكس الذين يمضون أعمارهم في اختلاق المشاكل وإيذاء الآخرين وعدم الإحسان إليهم كان رحمه الله رغم اعتلال صحته مؤخراً يحضر للمسجد في كافة الأوقات على كرسي كهربائي متحرك يشغله آلياً بيده كل ذلك حرصاً على أداء الصلاة في المسجد رغم ما يعانيه ولم أتذكر أنه يوماً حضر لدى المركز لشكوى أحد أو إيذاء أحد بل يحضر لمساعدة الآخرين وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين وهذه قمة الرجولة والعطاء الإنساني لرجل يدرك أنه مصدر خير ينهض بواجباته الإنسانية والاجتماعية وكان أبناؤه وأحفاده أوفياء معه وبارين به فكما كان الوالد يكون الأبناء رحمه الله شيخنا الفاضل محمد التويم أبا عبدالله وأسكنه منازل الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً فكان ابن الجريفة البار الذي واكب البلدة وساهم في تطورها والانتقال من بيوت الطين إلى منازل واستراحات مسلحة وكان والداً للجميع بكرم أخلاقه وحبه للجميع وتعازينا الحارة لأبنائه عبدالله وسعد وسليمان وإبراهيم وبرجس وعبدالرحمن وماجد ومشاري وفهد وبقية أبنائه وبناته وأحفاده وأبناء عمومته وخاصة الأخ عثمان التويم وكافة أسرة التويم العزيزة.
(*) مركز الجريفة