الجزيرة - علياء الناجي

حذَّر خبير في جرائم المعلوماتية وتقنيات الكمبيوتر مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»من الركون إلى الشركات الأجنبية التي تنفذ أنظمة الحماية التقنية وأمن المعلومات بالبنوك السعودية. ودعا الدكتور حسين سندي أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة الملك عبد العزيز أستاذ علوم الجرائم المعلوماتية «ساما»بقيادتها الجديدة إلى فرض مراجعة تامة للبنوك السعودية وأنظمة وأمن برامج تقنية المعلومات وعدم الركون إلى الشركات الأجنبية في هذا الجانب. واعتبر سندي بعد تمكن قراصنة إسرائيليين من اختراق العديد من المواقع الإلكترونية السعودية ذات الطابع التجاري لبطاقات ائتمانية تعود لسعوديين أن البنوك المحلية تعتمد في التوظيف على العلاقات الشخصية وليس على الكفاءة على وجه العموم، مضيفاً أن ركون البنوك للخبرات والشركات الأجنبية في مجال النظم وحماية المعلومات يؤدي إلى خلل يجب تلافيه، مشدداً في ذات الصدد على أنه يجب على السعوديين عدم سحب أرصدتهم من البنوك تخوفاً من أي طارئ، لافتاً إلى أن المملكة بقيادتها الحكيمة لن تسمح بأي تجاوزات تضر بمواطنيها على مختلف الأصعدة. وأكّد سندي أن المملكة تزخر بالكفاءات الشابة السعودية في مجال التقنية، إضافة إلى أن الجامعات تضج بالخبرات في المجال ذاته.

وفي المقابل نفى أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ عبر «الجزيرة» امكانية وصول القراصنة الإسرائيليين لأرصدة بنكية تعود لسعوديين، مشدداً على أن المعلومات التي تم الحصول عليها بحسب تقارير إعلامية تشير إلى مواقع تسوّق ذات طابع تجاري ونحوها، ولم تشر إلى اختراق أرصدة بنكية أو مؤسسات مالية سعودية لأن ذلك محال.

واعتبر حافظ أن أسماء وأرقام «الفيزا كارت»التي يتعامل بها السعوديين عبر الإنترنت، هو أمر يمكن الحصول عليه لأن المواطن يضع رقم هاتفه المحمول والرقم السري للتسوّق عبر الإنترنت وهو ما نُشر بحسب تقارير إعلامية للقراصنة فحسب. وأكّد حافظ أن البنوك السعودية تتبع معايير دولية لا يمكن التعرّض لها أو حتى اختراقها في أي حال من الأحوال، كما أنها تطبّق نظام عالمي معترف به دولياً ولا يمكن للهكرز أو القراصنة الوصول إليها، مشدداً على أن هناك متابعة على مدار الساعة للبنوك السعودية ليس فقط تجاوباً مع تهديدات القراصنة الإسرائيليين وإنما منذ زمن بعيد، مؤكداً عدم وجود أي سحوبات أو إغلاق للحسابات حتى الآن لعملاء البنوك السعودية تخوفاً أو توجساً لأي طارئ، مستدركاً بقوله: عدا السحوبات اليومية العادية للعملاء. وفي ذات السياق أكّد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للمعلومات الائتمانية «سما» نبيل المبارك لـ»الجزيرة» أن الحصول على معلومات أي شخص يتعامل مع التسوق الإلكتروني أو أي نشاط ذو طابع تجاري إلكترونياً، يتمكن أي «هكر» عادي الحصول على معلوماته الرئيسية مثل اسمه أو رقمه ورقم هويته ولكنه لا يستطيع اختراق حسابه المصرفي بالبنك، لافتاً في ذات الصدد أنه لا يعني ذلك أن نأخذ التهديدات للقراصنة بصورة غير جادة، مشدداً على أنه لم يتم اختراق لـ»سمة» أو أي مؤسسة مالية في المملكة.

من جهة أخرى رد مواطنون ومقيمون بعد التهديدات الإسرائليلة باختراق أرصدة عدداً من السعوديين وسرقة مليون بطاقة ائتمان سعودية ونشرها، بإنشاء صفحتين على تويتر وفيسبوك باسم الجيش السعودي الإلكتروني، وكشفت الصفحة عن توحّد المواطن والمقيم لتعرض أي منهم لاختراق أرصدتهم البنكية أو محاولة العبث فيها لإبلاغ الجهات المعنية بذلك، مشددين على تخوفهم وتوجسهم لمتابعة القراصنة الإسرائيليين لنشر معلوماتهم. وكانت البنوك السعودية قد طمأنت في وقت سابق جميع عملائها، قبل نشر القراصنة الإسرائيليين أسماء وأرصدة عدد من بطاقات الائتمان تعود لسعوديين، على أنه لا داعي للقلق وأن البنوك لديها شبكات معلوماتية ذات حماية متفوقة في مجال البرمجيات وسقف عالي للحماية.