|
بريدة - بندر الرشودي
أكد عميد كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الحميد, أن مبادرة الشيخ صالح كامل بإنشاء كرسي علمي متخصص بأبحاث النخيل والتمور يعد لفتة إيجابية مقدرة تعكس استشعاره أهمية البحث العلمي ودوره في الإسهام بتحقيق التنمية المستدامة, مقدماً شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة ووكلائه على دعمهم الكراسي البحثية بالجامعة.
ولفت إلى أن الكرسي سوف يعمل على تحقيق أهدافه من خلال تقديم عدد من الأنشطة العلمية منها، جراء دراسات علمية وتطبيقية رائدة في مجالات إنتاج وتصنيع التمور، واستخدام التقنيات الحيوية الزراعية الحديثة في الكشف عن جينات مقاومة الجفاف لبعض أصناف النخيل في المملكة لدعم الدراسات والجهود المستقبلية لإنتاج أصناف نخيل تتحمل الجفاف، ودراسة تطوير وتطبيق التقنيات الحديثة في نظم الري لترشيد استهلاك المياه في زراعة النخيل مع المحافظة على إنتاجياتها الاقتصادية وجودتها.
بالإضافة إلى نقل واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة لتحسين وتطوير نظم الإنتاج والتداول، وتعزيز الشراكة مع القطاع العام والخاص في مجالات الكرسي المختلفة للاستثمار الأمثل للعلاقة بين قطاعات ومؤسسات المجتمع والجامعة لحل المشكلات المتعلقة بمجال النخيل والتمور، وتقديم الاستشارات العلمية والمعرفية للقطاع العام والخاص في المجالات المتعلقة بنشاط الكرسي.
ودعم إنشاء قواعد بيانات متكاملة عن الجوانب المختلفة المتعلقة بالنخيل والتمور, علاوة على دعم التأليف العلمي ونشر البحوث والدراسات المتعلقة بالنخيل والتمور في مجلات دولية متخصصة ذات تصنيف عالمي جيد (ISI), وتنظيم وتنفيذ ندوات ودورات تدريبية وورش عمل وحلقات نقاش لنشر المعرفة وتنمية المهارات للمزارعين والمتخصصين في مجال النخيل والتمور.
وأشاد الدكتور الحميد بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة في مجال النخيل والتمور قائلاً: يعتبر قطاع النخيل في المملكة العربية السعودية أحد أكبر قطاعات النخيل عالمياً من حيث عدد أشجار النخيل المزروعة التي تقدر بأكثر من 25 مليون نخلة على مساحة تقدر بحوالي 155 ألف هكتار وتنتج سنوياً ما يقارب 992 ألف طن وتقدر قيمتها التسويقية بحوالي 14.5 مليار ريال سعودي (Agriculture statistical year book, 2010) وطبقاً لتوقعات الخبراء والمتخصصين فسوف يصل إنتاج المملكة خلال خمس سنوات القادمة بإذن الله تعالى إلى ما يقارب من 2 مليون طن سنوياً, تقدر قيمتها بحوالي 30 مليار ريال سعودي, ومن خلال هذه الأرقام المختصرة يتضح حجم هذا القطاع وأهميته وقيمة الاستثمارات الواعدة, لذا فإن هذا القطاع بحاجة إلى عناية خاصة واستغلال أمثل في مجالات استثمارية متعددة لدعم قنوات الموارد الاقتصادية للمملكة.
وأوضح الدكتور الحميد أن منطقة القصيم تعتبر منطقة واعدة في مجال إنتاج وتصنيع التمور كواحدة من أهم مناطق زراعة نخيل التمر بالمملكة حيث يتواجد بها حوالي 6 ملايين نخلة تنتج حوالي 188 ألف طن, بالإضافة إلى جودة إنتاجها المتميز وخبرة أهلها الطويلة في مجال إنتاج النخيل والتمور, كذلك يشكل موقعها الجغرافي الذي هو بمثابة القلب ليس بالنسبة للمملكة فحسب بل لمنطقة الخليج العربي بأكمله ويمنحها ميزة نسبية كبيرة في عمليات التسويق لهذا المنتج.
ومضى بقوله: لا شك في أن وجود البرامج العلمية لإدارة ثروة النخيل أمر في غاية الأهمية خاصة في ظل انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية التي تتطلب مواصفات خاصة ومعايير محددة للمنتجات الزراعية حتى تمكنها من الدخول للأسواق الأجنبية خاصة الأمريكية والأوربية, وهذا بالطبع يضع قطاع النخيل في المملكة أمام تحديات كبيرة لكي يتمكن من إيصال التمور ومنتجاتها إلى الأسواق الخارجية بجودة وقدرة تنافسية عالية. وبالرغم من الأهمية الاقتصادية لقطاع النخيل في المملكة إلا أن هذا القطاع لم يجد العناية الكافية لحل مشكلاته ووضع البرامج العلمية التطبيقية المناسبة للنهوض بجودة الثمار والصناعات التحويلية المرتبطة واستغلال نواتجه الثانوية استغلالاً أمثل في الصناعات الاقتصادية المتعددة.
ونظراً للقفزة الهائلة في مجال زراعة وإنتاج التمور بالمملكة خلال العقدين الماضيين سواء من ناحية المساحة المزروعة بالنخيل أو من ناحية عدد النخيل وكمية الإنتاج التي كان من أبرز نتائجها أن أصبحت المملكة أكبر دول العالم مساحة وإنتاجاً للتمور. لذا فإن الحاجة أصبحت ملحة لمواجهة غير تقليدية للمشاكل الجديدة التي ظهرت في الآونة الأخيرة سواء في مجال الإنتاج أو التصنيع أو التسويق لهذا المنتج.
واعتبر الدكتور الحميد كرسي الشيخ صالح كامل لأبحاث النخيل والتمور بجامعة القصيم ذا أهمية بالغة في هذه الآونة لإيجاد حلول مناسبة لكثير من المشاكل والعقبات التي تواجه قطاع إنتاج وتصنيع وتسويق التمور ليس بالقصيم فحسب بل في المملكة كلها, مبنية على أسس بحثية علمية تطبيقية لتطوير هذا القطاع وتحويله إلى رافد اقتصادي هام وقوي للمملكة العربية السعودية.
كما أفاد أن كرسي الشيخ صالح كامل لأبحاث النخيل والتمور سوف يمنح جائزتين لأفضل بحث علمي محلي ودولي في مجال النخيل والتمور باسم جائزة الشيخ صالح كامل لأفضل بحث علمي تطبيقي في مجال النخيل والتمور, مشيراً إلى أن هذه البحوث سوف تقام وتمنح جوائزها طبقاً للمعايير الدولية المعروفة في مثل هذا المجال على أن تقوم اللجنة العلمية بتحديد قيمة كل جائزة وموعد الإعلان عنها وتشكيل لجنة علمية دولية لتحكيم هذه الجائزة. يذكر أن كلية الزراعة والطب البيطري قد شرفت بالمشاركة في إعداد وتحكيم العديد من الجوائز المحلية والدولية في هذا المجال, كما نظمت العديد من المؤتمرات العلمية الدولية كمؤتمر النخيل ومؤتمر الإبل التي كان لها أصداء علمية واسعة.