يسعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان نائب وزير الإعلام والمشرف العام على القنوات الرياضية السعودية على دعم هذه القنوات والدفع بها قدما لميدان المنافسة مع القنوات الخليجية والعربية المتخصصة الأخرى، بل ووضعها في الصدارة ويسخر من أجل ذلك كل الإمكانيات المادية والفنية والبشرية واستطاع بالفعل أن يوجد للقنوات السعودية موضع قدم في مقدمة البث الفضائي العربي المتخصص.
كما أن سموه يشدد دائما على أن تكون القنوات الرياضية لجميع أندية الوطن دون تحيز أو تمييز أو فرز لوني. ولكن تلك الجهود للأسف تقابل من داخل القناة باتجاه معاكس حيث هناك من يسعى لعرقلتها من خلال تصرفات غير مهنية.
فبعد مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة شاهد الجميع حفلة شتم وإساءات وتجريح من بعض جماهير الاتحاد تجاه الهلال عرضت في برنامج الملعب وعلق عليها المذيع عادل الزهراني بأنها آراء جماهير يجب أن تحترم...!!
وكانت كلمات التأييد والموافقة من قبل الزهراني أكثر ايذاء لمشاعر الهلاليين من كلمات وعبارات المشجعين الاتحاديين.
فكيف تكون الشتيمة رأيا يحترم..!!؟ وكيف تكون الإساءة رأيا يحترم. .!!؟
لقد كان الجميع بمختلف ميولهم ينتظر أن يعتذر الزهراني عن بث ذلك التقرير الذي أساء للقناة أكثر مما أساء للهلال، وأساء لمشاعر المشاهدين عامة أكثر مما أساء لمشاعر الهلاليين. ولكن هيهات.. فعادل الزهراني أشاد به وشد على يد معديه، وأكد احترامه لمن ظهر فيه وتحدث بتلك اللغة الهابطة.
من الصعب التصديق أو القبول بأن ما تم عرضه من آراء لمجموعة من جماهير الاتحاد بعد المباراة كان مجرد تسجيل لمشاعر تلقائية للجمهور بعد المباراة..!! فمن الواضح أن هناك انتقائية وتوجيها للآراء..!! وهناك تعمد لعرضها بذلك الشكل المقرف لكل من يعرف معنى الحياد والموضوعية والأمانة الإعلامية. فآراء الجماهير كانت متطابقة في الفكرة والعبارة. وهنا ينكشف التوجيه.. المتوج بالتأييد من البرنامج ومذيعه الزهراني.
هل في القناة الرياضية السعودية من كان يريد أن يقول مثل ذلك القول فمرره على ألسنة جماهير الاتحاد..!!؟
أجزم أن جماهير الاتحاد الراقية والواعية ليست هي من تحدث بذلك بل تم توريط بعضها بمثل ذلك القول الهابط. وحتى تلك القلة لا تمثل جماهير العميد إطلاقا.
فما تحدثت به تلك الثلة القليلة من الجمهور ليس جديرا بأن يناقش أو يطرح للتداول بين العقلاء.. فما بالكم أن تتبناه قناة الوطن وتعرضه على الملأ وتدافع عنه تحت عنوان آراء جماهير يجب أن تحترم..!! فهذا ما يجب أن نتوقف عنده . فقناة الوطن ليست قناة ناد.. ولا قناة مشجعين متعصبين يتحكمون في سياساتها و برامجها.. بل هي قناة للجميع ولمختلف الأندية دون تحيز أو تمييز.
فمنذ متى كانت الإساءة والشتم والتجريح للمشاعر آراء يجب أن تحترم..!!؟
أما المذيع عادل الزهراني فقد عرفت الآن لماذا يركز في كثير من تعليقاته مع ضيوفه على العمر والسن، ويردد بأنه لم يحضر هذه المباراة لأنه كان صغيرا، ولم يشهد تلك البطولة لأنه لم يولد بعد. إلى غير ذلك العبارات التي يريد أن يوحي من خلالها للمشاهد بأنه صغير في السن وأصغر من ضيوفه.. وقد جاءت تلك الفقرة للجماهير الاتحادية التي أيدها وقال: إنها آراء يجب أن تحترم لتثبت أنه بالفعل صغير في السن وينقصه الكثير ليتعلمه عما يجب عرضه وما لايجب.. وعن مبادئ الرأي والرأي الآخر.. عن الفارق بين الرأي والشتيمة.. وعن الاحترام والتجريح.
قناتنا الرياضية كلما تقدمت خطوة للأمام ظهر للأسف من يحاول جرها للخلف.. وإذا ما أرادت القناة والقائمين عليها تحقيق مزيد من الانطلاقات المتقدمة والوثوب إلى قمة النجاح فإن عليها أن تنظر إلى الداخل.. فهناك قلة غير مهنية للأسف تسيء للكثرة المحترفة وتخدش نجاحاتها وترمي العراقيل في طريقها.
