|
الجزيرة - سعود الشيباني:
علمت «الجزيرة» أن الهالك وليد الردادي كان على ارتباط وثيق بقائد ومدرب خلايا الاغتيالات عبدالعزيز المقرن والهالك صالح العوفي، حيث درب المقرن عدداً من فلول التنظيم على عمليات الاغتيالات بواسطة دراجات نارية وسيارات.
كما حصلت «الجزيرة» على صور للسيارة ذات الدفع الرباعي التي نفذ الإرهابيون العملية الغادرة لقتل الفرنسيين والخيمة التي اختفى بها المدعو (عبدالله ساير المحمدي) أحد قتلة الفرنسيين الأربعة في 26 فبراير 2007م حيث تم القبض عليه في خيمة نصبها وسط مزرعة في قرية (البوير) التابعة لشجوى في مركز المليليح 80كم شمال غرب المدينة المنورة، وتتبع رجال الأمن بالتعاون من المواطنين تحركات المحمدي منذ أواخر شهر رمضان المبارك في ذات العام، حيث شوهد رجل ينتقل بين الجبال المحيطة بالمزرعة وحاول الفرار أكثر من مرة ولم يتم التأكد من شخصيته لبعده عن أنظار المتابعين إلا أنه بالمتابعة والملاحقة الشديدة من رجال الأمن تم القبض عليه داخل الخيمة التي نصبها داخل إحدى المزارع في قرية البوير ولم تصدر منه أية مقاومة لرجال الأمن، ويعتقد أن ذلك بسبب إرهاقه وعامل المفاجأة له كما أنه لم يعثر معه على أية أسلحة، وبسؤاله عن أسلحته أجاب أنها في إحدى الجبال المحيطة إلا أنه وبعد التضييق عليه بالمعلومات والأدلة استخرج سلاحا رشاشا خبأه في مكان ليس ببعيد عن الخيمة التي قبض عليه فيها.
وبالقبض على المحمدي يسدل الستار على فصول مسرحية قتل الفرنسيين الأربعة التي وقعت في شجوى التابعة لمركز المليليح في 26(فبراير) 2007م. حيث تم قتلهم بدم بارد من الجناة الأربعة عبدالله ساير المحمدي ووليد الردادي وماجد بن معيض الحربي وناصر البلوي حيث تم قتل وليد الردادي في مواجهة مع رجال الأمن عندما كان يتحصن في شقة لأحد أقاربه في أول شارع العيون المؤدي لجبل أحد في السادس من شهر أبريل 2007م. واستشهد أثناء العملية الأمنية النقيب ظافر النفيعي.
أما ناصر بن لطيف البلوي فقد تم القبض عليه يوم الأحد 1-7-1428هـ في منطقة الجوف شمال المملكة، أما الشريك الرابع ماجد معيض راشد الحربي فقد تم القبض عليه في شهر مايو الماضي في منطقة صحراوية جنوب مدينة حائل على مسافة 100كم تقريباً بعيداً عن العمران وحركة البشر.
وفي سياق محاكمة (14) متهما بالانخراط في خلية الاغتيالات بقيادة وليد الردادي رصد المدعي العام (112) تهمة بحقهم، ووجه لهم الاتهام في جريمة اغتيال 4 فرنسيين عام 1428 هـ وتهديد نسائهم بإطلاق النار عليهن، والانضمام لخلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي تزعمها (وليد الردادي)، واعتناقهم للمنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وارتكابهم للعديد من الجرائم بالإضافة إلى قيامهم بعدد من الأدوار الإجرامية لمصلحة تنظيم القاعدة الإرهابي.
وقام الادعاء العام بتلاوة لائحة الدعوى العامة على المتهمين حيث وجه لثلاثة من المتهمين (الأول) و(الثاني) و(الثالث) تهمة المشاركة المباشرة في جريمة اغتيال 4 فرنسيين بمنطقة صحراوية تبعد (90) كلم عن المدينة المنورة في 8-2-1428هـ. أما المتهمون (الأحد عشر الآخرون) فقد وجه لهم الادعاء تهمة الانضمام للخلية الإرهابية التي قامت بتنفيذ الجريمة وتوفير المساندة والدعم للمشاركين في تنفيذها قبل وأثناء وبعد ارتكابها وذلك بنقلهم والتستر عليهم وإيوائهم وتمويلهم، بالإضافة إلى شروعهم في مساعدتهم للهروب إلى خارج المملكة وحدد المدعي العام الجرائم المتعددة التي ارتكبها المتهمون والأدوار التي قام بها كل منهم فيها، والتي تضمنت بالإضافة إلى جريمة اغتيال الفرنسيين، إطلاق النار على رجال الأمن، وسلب سيارات من مواطنين تحت تهديد السلاح، والشروع في القيام بعمليات إرهابية، والسطو على مكائن صرف آلي عائدة للبنكين الأمريكي والبريطاني، وتبني فكرة تفجير وتخريب وقتل في مجمعات سكنية بمنطقة تبوك، وحيازة أسلحة وقنابل وحزام ناسف بقصد الإفساد والإخلال بالأمن، وتمويل الإرهاب، ومساعدة المُغرر بهم للخروج إلى مواطن الفتنة وتعدد الرايات للمشاركة في القتال الدائر فيها.
كما وجه المدعي العام المسؤولية المباشرة لوقوع الجريمة إلى (6) من المتهمين لقيامهم بالتستر على زعيم الخلية (وليد الردادي) وإيوائه ودعمه والشروع في تهريبه إلى خارج المملكة بعد ظهور اسمه على قائمة المطلوبين الـ (36) التي أعلنت عنها وزارة الداخلية بتاريخ 21-5-1426هـ حيث أشار المدعي العام إلى أن ذلك مكّن وليد الردادي من تشكيل الخلية الإرهابية وقيادتها لتنفيذ جريمة قتل الفرنسيين وذلك تحقيقا لأهداف الخلية.
وكان قائدهم الهالك الردادي قد سجل اسمه في قائمة منتهجين المنهج التكفيري وانضمامه وعدد من الشباب إلى تنظيم الإرهاب خارج الوطن، وكذلك تغريره بالعامة وترويج فكر التنظيم الإرهابي وتسخير نفسه لخدمة التنظيم داخل المملكة، حيث عرف عنه قائدا لخلية الاغتيالات والسلب المسلح وكذلك داعما لتنظيم القاعدة الإرهابي ماديا ومعنويا.
وكان الإرهابي وليد الردادي والذي لم يتجاوز عمره الـ(21) عاما كان يعد أصغر قائد لخلية الاغتيالات في قائمة الـ(36) ويحتل ترتيبه في القائمة (34).وتعد هذه القائمة الـ(36) من أكثر القوائم التي هلك أفرادها أثناء مواجهات مسلحة مع رجال الأمن، حيث لقي (14) منهم مصرعه فيما تم القبض على اثنين منهم وهما زيد حميد يمني الجنسية ومحمد العمري وسلّما عدنان الشريف وفايز أيوب نفسهما بعد الإعلان عن هوياتهما أم البقية فما زالوا فارين من يد العدالة، وكانت الأجهزة الأمنية قد كشفت عن هويات المطلوبين الذين يحملون خمس جنسيات منهم (3) مطلوبين من الجنسية التشادية وواحد كويتي وموريتاني ويمني و(30) يحملون الجنسية السعودية.
وترجح معلومات أن أفراد التنظيم قد فروا من أراضي المملكة بعد الحملات الأمنية المتواصلة لدول مضطربة بهدف تسهيل مهامهم الإرهابية والبعد عن قبضة رجال الأمن.