كذب المنجمون ولو صدقوا، بما أننا في اليوم الأخير من عام 2012م الذي يغادرنا بخيره وشره، فلا نقول إلا.. اذكروا محاسن أعوامكم (الفارطة)، وحاذروا من أعوامكم (المقبلة)!
كفانا الله وإياكم شر من فيه شر، طوال الأيام الماضية ومدّعو (علم الفلك) يتوقعون وينجمّون عبر بعض (الفضائيات العربية) عن أبرز أحداث العام المقبل المتوقعة وما سيميزه، وللأسف الشديد (كثر) من ينقل أو يروي عنهم من باب التندر أو الضحك، وأخشى أن يقع هؤلاء في (محذور مخيف)!
كما أرجو ألا أقع في (ذات الخطأ) بنقل رؤية أحد (النصابين الفضائيين) الذي قال إن العام الجديد هو (عام الثعبان) وهو سيد الإغراء والإغواء في الأبراج الصينية، وقد أسرف (صاحبنا) في انتهاج أسلوب جديد للعب على أوتار (المتابعين)، بقوله إن مواليد عام 2013م محبوبون أكثر من غيرهم، ولديهم طبعاً من الانطوائية! ويشعرون بعدم الأمان، ولديهم نزعة حب التملك، كما أنهم كسالى، ولا يستمعون لنصائح الآخرين!
الدجال بدأ في تصنيف الأبراج: فالحمل حذّره من نفقات كثيرة خلال العام وخسائر كبيرة، وصاحب برج الثور قال له: تناغم أكبر مع الحياة أيها الثور ولا متاعب تذكر! أما الأسد فقال له: أحداث تفاجئك هذا العام تجني مالاً وفيراً من (ميراث) ألف مبروك؟! ونحن نقول له إن صدق عظم الله أجرك!
لسنا (مجتمعاً ملائكياً) فتش حولك ستجد من يتتبع (برامج) هؤلاء المنجمين عبر بعض (الفضائيات العربية) باتصالات هاتفية (مدفوعة الثمن) إما بهدف التسلية أو العبث، وهذا يكثر في مثل هذه الليلة، خصوصاً في برامج التنبؤ (بالوفاق الزوجي)!
إنها حقيقة مزعجة تتطلب مزيداً من التوعية، وتطرح سؤلاً مهماً عن أسباب اهتمام الشباب من الجنسين مؤخراً (بموضة) مثل هذه التنبؤات، رغم أننا درسنا من الآيات ما يوضح أن (الغيب لله وحده)، وعرفنا أحاديث عمران بن حصين، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك (رضي الله عنهم) وغيرهم عن التحذير من إتيان الكاهن وتصديقه وعقوبة من فعل ذلك!
يجب أن نحذر حتى لا يلدغنا (ثعبان العام الجديد) قبل أن يبدأ، بسبب تتبع هؤلاء عبر وسائل (الإيهام والدجل)!
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com