كتبت في هذه الزاوية منذ عام تقريباً عن وضع سكن حارس مدرسة البنات (290) وقد كان التجاوب سريعاً (شكلياً) حيث زاره فريق من وزارة التربية واطلعوا على وضع السكن المتهالك (وطلبوا) منه تصويره وإرسال الصور لهم!! وكان لهم ما ما أرادوا، أحضر مصوراً وصورا وأرسل الصور، وحتى هذه اللحظة لم يتم شيء!!
سألني منذ أيام المعونة في مساعدته لترميم سكنه لحلول موسم الأمطار, فتعجبت كيف لم تقم الوزارة بذلك ؟! فقال ليتهم وفروا علي قيمة التصوير ولم يحضروا، دفعت من دم قلبي مائة ريال دون فائدة (مائة ريال بالنسبة لوضع هذا الرجال تعد مبلغاً مرهقاً).
هذه المرة رسالتي ليست لوزارة التربية فهي تعلم بالوضع، وقد تكون مقتنعة بأن وضع سكن هذا الحارس جميل وآمن، وهذه وجهة نظر نحترمها فقد ترى الوزارة ما لا نرى، لكون هذا السكن يعد لائقاً لهذا الرجل ومن على شاكلته!، ولكن رسالتي موجهة للدفاع المدني ليقوم بزيارة هذه المدرسة والاطلاع على مستوى السلامة في سكن هذا الرجل والمبنى بشكل عام، من أجل ألا تحصل كارثة ويحصل تقاذف المسؤولية بين أكثر من جهة.
إن المشكلة التي ما زلنا نعاني منها مع أجهزة الوزارات المختلفة عدم إدراكها عظم مسؤوليتها عن حياة الناس، وكأن مسؤوليتها تتركز فقط في التوظيف!
المدارس قد تكون الخطر القادم الذي ربما يصعقنا - كما صعقنا من قبل - بكارثة إنسانية تكدر علينا قيادة وشعباً حالنا وتؤلم قلوبنا بفقد أعزاء كنا السبب الرئيسي في فقدهم، بهذه المباني المتهالكة الفاقدة في كثير منها لأبسط سبل السلامة سواء المدارس الحكومية او الاهلية، وسواء مدارس المدن أو القرى، فالجميع بكل اسف في الألم سواء.
أعرف أن هذا الموضوع كُتب عنه كثيراً وبل نُوقش من خلال برامج إذاعية استمعت لبعضها، ولكننا مع كل ذلك لم نر أي تغير في الحال، أعترف بأن المسؤولين في الوزارة يمتلكون حججاً تجعل من القارئ أو المستمع يقتنع بكلامهم ويتهمنا بالتجني، ولكنني أقول للجميع كما يقول المثل الشعبي (الميدان يا حميدان) الواقع يكذب كل ادعاء سواء من قبل وسائل الإعلام والكتاب أو من قبل مسؤولي الوزارة.
نحن مع وزارة التربية والتعليم قلباً وقالباً ويهمنا نجاحها وتميزها، ولكننا ضد أي إهمال يرتكب لكونه يشكل خطراً على حياة فلذات الأكباد، ويعيق بشكل مباشر وغير مباشر أداء العملية التعليمية على الوجه الأكمل، لافتقاد أعضاء هيئة التدريس الجو الصحي المشجع على العطاء.
أتمنى أن تكون رسالتي هذه المرة وصلت بالشكل المناسب للوزارة وايضاً للدفاع المدني.
والله المستعان.
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118