أصبحت الصناعة في معظم دول العالم مطلبا وطنيا، ولاسيما في الدول التي تتوافر فيها مقومات الصناعة، فالمملكة العربية السعودية هي من الدول الأولى التي تتمتع بجميع ما تحتاج إليه الصناعة، وما يساعد على ترويجها، فالسياحة الدينية مهيأة لكل من أراد من المسلمين أداءها، وقد تفاعل المسلمون في جميع أصقاع الدنيا مع هذه الشعيرة، حيث المعتمرين والحجاج يزدادون يوماً بعد يوم لما يجدونه من رخاء وأمن يشجع على أداء هذه الشعيرة بيسر وسهولة، وعبارة حاج يعتبرونها تاجا يعتزون بها بعد أدائهم هذا الركن العظيم، ويحرص الكثير من الحجاج على شراء كل ما يستطيعون من الهدايا من مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي عادة تشمل السبح ودهن العود والورد والأثواب والمساويك والشنط وغيرها من البضائع الأخرى توقعاً من البعض منهم أنها صنعة في السعودية ومن أرض الحرمين المحببة إلى قلوبهم، وهذا في الغالب ليس صحيحاً لأن معظم هذه الصناعات هي من دول آسيوية في الغالب مثل الصين وكوريا وإندونيسيا والهند وباكستان، وهذا مدعاة للتساؤل للمسئولين في وزارة التجارة والصناعة التي تحت مظلتها العشرات من الغرف التجارية في جميع مناطق ومحافظات المملكة.. لماذا لا تشجع هذه الغرف على إقامة المصانع التي تلبي رغبات الحجاج والمعتمرين؟ كذلك استغلال هذه المواسم الروحية إقامة مهرجانات للتسوق وإقامة معارض كبيرة قريبة من مكة والمدينة يكون تركيزها على عرض البضائع التي صنعت في المملكة، وهذا ليس مستحيلاً وبإمكان التجار الذين يقدمون على إقامة هذه المصانع أن يفرضوا شروطهم على المصانع التي يستوردون منها أن يقيموا فروعاً لهم في المملكة من خلال المشاركة كما هو المتبع في بعض البنوك وشركات المقاولات ولاشك إقدام وزارة التجارة على تشجيع الصناعة الوطنية التي تلبي كما أشرت رغبة الحجاج والمعتمرين، وسوف تحقق أموراً عدة، من بينها اعتزاز الحاج بأمته الإسلامية بأنها أمة حضارية وليست عالة على العالم، كذلك سوف يحقق فرصاً وظيفة للسعوديين وغيرهم من أبناء العالم الإسلامي، أيضاً العائد المالي الذي سوف يسهم في الانتعاش الاقتصادي للمملكة.
والله من وراء القصد..،،،
mid@abegs.org