فاصلة:
((لا يكون المرء مغلوباً حين يعود إلى العقل))
- حكمة فرنسية -
لا شيء يمكن أن يهلك الإنسان مثل أن يُختطف عقله منه فلا يعود حراً في استعماله.
العقل المخدّر يتحول إلى أداة معوقة لا يستطيع الإنسان استعمالها ولكن كيف يتم تخدير العقل؟
عندما تُطمس الحقائق وتقلب حسب الأهواء الشخصية، وعندما تشاع معلومات خاطئة ويستخدم الجانب العاطفي لتحقيق هذا التخدير.
وحينما يشعر الإنسان بأنه لا يعرف الحقائق فالمفارقات والتناقضات تحيط به من كل جانب يصبح واضحاً تأثير ذلك على حركة التنمية.
أحاول أن أبتعد عن التعليق على مقطع اليوتيوب الذي نشرته جريدة «أنحاء» الإليكترونية، وفيه حديث لأحد المحتسبين الذين انطلقوا لمناصحة وزير العمل فلا أستطيع، فحين يقول مسلم للوزير سوف نعطيك مهلة شهراً وإن لم تنتصح سنفعل معك ما فعلنا مع غازي القصيبي لقد دعوت عليه بالسرطان فأصيب به ولله الحمد.
ويصيح بعض ممن حضروا الاجتماع الله أكبر.
يصبح لزاماً أن نتحدث لأن مقطع الفيديو خطير على المستوى النفسي والاجتماعي هل المجموعة المكونة من 200 محتسب الذين حضروا الموقف موافقون على أن يدعو مسلم على مسلم بمرض السرطان ويفرح بإصابته؟!
إذا كانت هذه المجموعة من المحتسبين فكيف يكون أسلوبهم بهذه العدائية إلا إذا كانوا جاهلين بمفهوم الاحتساب الصحيح؟
هؤلاء المجموعة من يمثلون؟
هل يمثلون المرأة السعودية العاطلة عن العمل أليس لأحد منهم امرأة تعمل خارج المنزل؟
وفي المشهد برمته أين المرأة التي هي سبب لهذا الاجتماع؟
أين صوتها؟
هل يعقل أن تتفوق المرأة السعودية في الوصول إلى أعلى درجات التعليم العالي وتبقى عاجزة عن الحديث عن عملها كأحد أولويات مستقبلها؟
هذا المقطع «اليوتيوبي» من اجتماع المحتسبين بوزير العمل يحمل ألف ألف علامة تناقض ويمثل صورة بشعة لتخدير العقل وممارسة الوصاية على الناس.
وحين تتصاعد وتيرة التناقضات في أي مجتمع إنساني فهذا يعني ان تركيبة القيم بها خلل لن يصح إلا بإحياء العقل واستعماله وفق ما أراد الله له من بصيرة.
nahedsb@hotmail.com