أثارت الأخبار التي نشرتها الصحف لوفاة الطفلة غلا في رفحة، متأثرة بإصابتها بأنفلونزا الخنازير، استياء الدكتور خالد مرغلاني، مدير عام العلاقات والإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، بسبب إقحام تصريحه عن الانفلونزا والمنشور قبل وفاة غلا يرحمها الله، في خبر الوفاة، الأمر الذي جعله وكأنه مسؤول عن هذه المأساة.
في هذه الحالة، من هو المخطئ؟! هل هو الشخص الذي أصدر التصريح عن كون الأنفلونزا لم تعد مقلقة؟! هل هي الصحيفة التي نشرت التصريح؟! هل هو الصحفي الذي ربط الوفاة بالتصريح؟! هل هي الصحيفة التي نشرت خبر هذا الصحفي؟!
في رأيي، أن ما نحتاج إليه هو الوضوح. نحن نعاني من آلية نقل المرضى من الشمال أو الجنوب للرياض، المدينة التي تتوفر فيها المستشفيات المتخصصة. وقبل ذلك، نحن نعاني من عدم وجود خدمات صحية ملائمة في هذه المناطق. كل يوم نقرأ مثل هذه الأخبار في الصحف. كل يوم، يحاول الكثير من الأشخاص المساعدة في نقل المرضى للرياض. مرة تنجح المحاولة، ومرات لا تنجح، ويكون مصير المريض مثل مصير غلا، الله يشفع فيها.
مناقشة أخطاء الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة لن تحل المشكلة الرئيسة. ما سيحلها هو كيف ستضع الوزارة هذه الأخطاء الطبية والإدارية على الطاولة، وكيف ستؤسس آليات لتجاوزها. ومن بعد ذلك، سيكون لدينا وقت لإصلاح آليات نشر الأخبار والتصاريح والإرشادات التثقيفية.