صديقتي رغبت في أن تحتسي القهوة في الصباح معي, وكنتُ في حاجة لأن أفعل، فقد طال الغياب, وشُغل الصحاب، وصمت أزيز الأبوابِ..
كما يقولون، «كلٌّ يغني على ليلاه»، وليلانا ليس غير كتاب نقرأ، وخبر نسمع، وموقف نبادر إليه، وأحداث دول قريبة نتابعها،
وعمل دؤوب، حتى بعد أن آثرنا إخلاء الأماكن منا لسوانا..,!!
لم نبتسم إلاّ عند اللقاء..
إذ انثالت علينا مكدّرات الواقع..,
نتجاذب أطرافها في حديث بردت معه القهوة مرات..
ودُلقت من يدها مرة،..
وانشغلتْ في الحديث عنها لمرة أخرى...
فالناس جلُّها في احتقان, ونفور..
« تغريداتهم « تشجُّ فرحة أيّ لقاء..,
وتدعو للتفكُّر عند أيّ حديث..
وتذهب السعادة عن أيّ نفس..
وتسأل لماذا اندلق أكثرُ الناس على غرة في أربعة وعشرين حرفاً، ينحرون الثقة.., ويمزقون لحمة الوداد، ويطعنون أواصر القربى،.. ويتجاسرون على الجمال.., ويبخِّرون ندى النفوس..، وعطر الكفوف..؟
يحزنون العصفور، والهرة الوديعة.., والصفحة البيضاء..!!
لماذا..؟
ألأنهم أولئك الكثرة جوعى عن الكلام كانوا.., فركضوا يثرثرون على غير انتباهة..؟
أو لأنهم كانوا سجناء نفوسهم من قبل.., فانطلقوا لا يلوون على شيء..؟
أو قد كان هناك خور في قوى الباطن فيهم، وتهاوى فانتثروا كهشيم الزجاج في ظهور بعضهم..؟
إنهم الكثرة، والأغلب.., والأعجب...!!
لم يكن للقهوة ما يلذ طعمها..!!
إلاّ أننا عندما اتجهت كلانا لطريقها، تذكّرنا دفء المصافحة، وشوق اللقاء.. لكوب قهوة آخر..
علّه لن يبرد، ولن يعاد, ولن يدلق..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855