|
كتب - يوسف العتيق:
بدعوة وتنظيم من الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، وبحضور مميّز من بعض مصوِّري منطقة الرياض وأعضاء ملتقى الورّاق وبعض الكتّاب والمثقفين، انطلقت قافلة مكوّنة من قرابة الخمسين باحثاً ومصوراً وأديباً ومؤرِّخاً وأثرياً وكاتباً (من الجنسين) من العاصمة الرياض متوجِّهة لإقليم سدير (محافظة المجمعة)، وعلى وجه الدقة كان الهدف هو زيارة مشروع إعادة وترميم جامع الداخلي التاريخي الذي جاوز سنّه الثمانية قرون، وامتاز بنمطه العمراني الفريد.
كما زار الفريق على هامش هذه الرحلة معالم أخرى سياحية وثقافية في سدير مثل مرسم الفنان التشكيلي إبراهيم الفارس، وفي المرسم أقيم حفل خطابي صاحبته قصيدة شعرية للشاعر إبراهيم الغنام، تلا ذلك زيارة لمتحف المصوّر محمد بن إبراهيم السويح، وسد السبعين الشهير بروضة سدير، ثم ختم الفريق جولته بزيارة للقرية القديمة في عودة سدير، وقد كان في استقبالهم أحمد بن عبد الرحمن أبو حيمد الذي تولّى الشرح والإيضاح لمشروعات العودة التراثية، سانده في الشرح الأستاذ عبد الله الضويحي.
مشاعر وانطباعات
جل إنْ لم يكن كل أفراد هذا الفريق يزورون هذه المعالم للمرة الأولى، ووثّقت صحيفة الجزيرة الراعي الإعلامي لهذه الرحلة مشاعرهم وانطباعاتهم، ونحن هنا نورد نماذج لبعض هذه المشاعر، ولم تسمح المساحة بإيرادها كاملة لكثرة المشاركين في هذه الرحلة.
د. الغزي: نتاج هذه الرحلة يستحق التدوين
تحدث في البداية لصحيفة الجزيرة الدكتور عبد العزيز الغزي الأستاذ بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الأثرية قائلاً: لعلّ هذه الزيارة تدوّن في كتاب، فنتاجها العلمي يستحق وفعاليات الزيارة تستوجب التدوين.
نورة الشهري: يا له من بر عظيم
نورة الشهري السكرتيرة بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود تقول: لا شيء أكثر من شعور الغبطة تجاه بلدات سدير ووعي أهلها بقيمة ماضيهم وحرصهم على المحافظة عليه.. يا له من بر عظيم تجاه أرضهم الأُم.
نبيل الثميري: الرحلة فتحت لنا مواقع جديدة للتصوير
وبدوره أثني المصوّر نبيل الثميري على ما شاهده من عناية الأهالي في بلدة الداخلة بهذا الجامع، ولفت النظر إلى أنّ هذه الزيارة فتحت عينه وزملائه المصوّرين إلى مواقع جديدة لتصويرها، وأكد الثميري أنّ هذه الرحلة ستكون بمشيئة الله نوارة لرحلات أخرى للتصوير وتوثيق بعض المناظر الرائعة.
نجلا الخليفة: جهد عظيم ومدهش
الجهد الذي قام به أهالي الداخلة للمحافظة على تاريخهم الحضاري وموروثهم الثقافي، هو عمل مدهش يعكس اهتمامهم بجذورهم وبمورثهم الهام، فهم بهذا العمل خلّدوا ماضيهم لتتعرّف عليه الأجيال القادمة وهو أمر ذو أهمية كبيرة، فمن لا ماضي له لا مستقبل له، فكيف لمن كان ماضيه بهذا الجمال والعراقة.
نايف الوسمي: هذه الرحلة تثري الباحثين
وأما نايف الوسمي، وهو أحد المعنيين بعلم التاريخ والأنساب، فقد أكد على أنّ مثل هذه الرحلات تهم كل الشرائح من مصورين أو باحثين كون المعالم الأثرية والتراثية، من المصادر المهمة في التاريخ لاسيما في توثيق المشهد الاجتماعي لكل بلدة، وهذا ما وجدناه - والكلام للوسمي - في بلدة الداخلة.
فريال الغامدي: عرفنا التصاميم الفنية لبيوت أهل الداخلة
وأما المصورة فريال الغامدي، وهي تزور البلدة للمرة الأولى، فترى أنّ هذه الرحلة في منتهى الروعة، عرفنا كيفية معيشة الأولين وطريقة حياتهم وبيوتهم وتصاميمها الفنية في بنائها وتقاربها ببعض داخل سور واحد.
نايف آل نمرة: هذه المواقع مهمة في الجذب السياحي
ويرى نايف بن مصلح آل نمرة المتخصص في إدارة موارد تراث من كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، أنّ مثل هذه المواقع لا سيما جامع الداخلة من المهم تقديمها للجميع كونها نواة للجذب السياحي والتاريخ بما تحمله من معان تاريخية وروحانية في الوقت نفسه.
كنكار: ترميم الجامع إنجاز بحد ذاته
من جهتها ترى مشاعل يعقوب كنكار، وهي باحثة آثارية تحمل ماجستير في الآثار، وقد نظرت لبلدة الداخلة من زاوية تخصصها، فتقول: رحلتنا لسدير العذبة كانت موفقة بصحبة جميلة، وكباحثة في مجال الآثار كان ما شاهدته من ترميم للمنشآت المعمارية مع تأكيد على العناصر المعمارية التقليدية وإبرازها، بالرغم من دخول بعض من المواد الحديثة عليها في عملية الترميم كان إنجازاً بحد ذاته.
بندر المطيري: مثل هذه الرحلات ثرية
وتحدث للجزيرة بندر المطيري من منسوبي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مثنياً على تجربة الرحلات الجماعية للباحثين والمختصين في أكثر من فن كونها تمثل مساحة مهمة للنقاش بين الباحثين والمهتمين.