تمر الأزمة السورية بأسوأ مراحلها، لأنّ بشار وأزلامه لا يتورّعون عن القتل بالآلاف على خلفية استخدام الأسلحة الفتّاكة والطيران المكثف الذي يقصف المدن، دون هوادة ودون أن يفرّق النظام بين طفل وشيخ وثكلى ومريض.
الثوار الأحرار صامدون في وجه الوقاحة التي يتحلّى بها النظام الذي انتقل بسلاحه من مدينة إلى أخرى، يدعمه الروس وإيران بالسلاح ويحثانه على الاستمرار بالقتل والتشريد للأبرياء في الشتاء البارد، ولك أن تتصوّر طفلاً شبه عار يكابد المآسي في جو الحرب التي يشنها بشار على الأبرياء، ويصطفون طوابير للحصول على الخبز. ومنذ فترة ليست ببعيدة إن سوريا ربما تكون آخر قصص الربيع العربي.
إنّ العرب غاضبون جرّاء ما يجري في سوريا ورغم ذلك لم يحركوا ساكناً إزاء القتل المستمر.
الأمم المتحدة والدول العظمى يقفون صامتين دون كف يد النظام الملطخّة بدماء السوريين.
إنّ ضرب بشار على يده قضية يحتمها الموقف الإنساني وحقوق الإنسان، مع قناعتنا بأنّ نهاية الأسد قاب قوسين أو أدنى.
تصريحات الشرع الزائفة إذ يقول: «إن ليس بإمكان المعارضة حسم المعركة عسكرياً كما أنه ليس بإمكان النظام أن يحسمها بهذه الطريقة.» كما يقول: «إن الحكم القائم بجيشه وأحزابه لا يستطيعون التغيير من دون شركاء جدد».
إن الثوار يدركون ضعف الأسد ونظامه وأنه أصبح يتأرجح رغم قصف المدن بالطائرات والدبابات والقنابل المحرمة دولياً ،وأن روسيا بدأت تتراجع عن دعم الأسد لأنها تدرك أن بقاءه قد انتهى موضوعياً وأن عليه أن يرحل ويترك السوريين يرتّبوا شأنهم بأنفسهم.