فاصلة:

((يستحسن ألا يفكر المرء مطلقا، بدلا من أن يفكر تفكيرا غير كاف))

- حكمة عالمية -

قد تسأل طالبا مبتعثا عن أخبار بلاده فيخبرك انه مشغول بالدراسة لا يستطيع متابعة الصحف المحلية عبر مواقعها الاليكترونية والتلفاز في منزله مخصص للقنوات الفضائية الانجليزية!!

لكن حين يتعلق الأمر بأي سلوك تختلف عليه آراء العلماء لدينا تجده منشغلا به بشكل كبير.

منذ أسابيع والجميع في بريطانيا كما اعتادوا كل عام في شغل بالاستعدادات لاحتفالات عيد الميلاد

وانشغل الطلاب السعوديين أيضا بذات المناسبة ولكن بشكل مختلف حيث أغرقوا أنفسهم في معرفة جواز مشاركة الكفار والمسيحيين عيدهم وتهنئتهم به.

مع ملاحظة أن أطفالنا في المدارس يحدثونهم عن عيد الميلاد والمسيح وينظموّن أنشطة مدرسية للأطفال مثل الأغاني والمسرحيات عن المسيح وأمه.

وحينما يطالع الأطفال برامج التلفاز فكل شيء يتحدث عن عيد الميلاد وهدايا بابا نويل.

هذا العام تناقش المبتعثون كعادتهم لكنهم اتفقوا على حرمة المشاركة واختلفوا على جواز التهنئة؟

في رأيي إن ما يحصل هو انشغال بما لا يفيد فلا مسوغ لتحريم قولك لجارك عام سعيد ونبيك كان يعود جاره اليهودي المريض.

أما عن المشاركة فأرجوا أن نكون منطقيين في التفكير إذ كيف سنشاركهم الاحتفال بالعيد؟ هل سنرقص في الشوارع مثلا.. هم لا يفعلون ذلك.

اليوم الخامس والعشرين هو يوم احتفال عائلي للأسر وتكون جميع الأسواق مقفلة فيه، وعيد الميلاد له طقوس تقليدية خاصة بهم.

أما وإن خفنا على أولادنا من تعلقهم بهدايا بابا نويل فهناك عشرات البدائل التي يمكن لنا فيها استثمار هكذا مناسبة لصالح قيمنا ومعتقداتنا.

لا أعرف لماذا نظل خائفين على عقيدتنا من التلوث ونغرق في حمى الفتاوى بينما لدينا شريعة واضحة في مصادرها.

ولدينا عقول تفكر وتستنتج أن ديننا هو دين المحبة والسلام وأن علاقتنا بالآخر مهما كان دينه هي علاقة إنسانية قبل كل شيء.