أشكرك لأنك علمتني فضيلة الصبر..
تعلمت منك أن الصبر أفضل وسيلة لملء فراغ المعدمين... اليائسين... القانعين بالكفاف، فالصبر يُعلم أن “القناعة كنز لا يفنى”..
الصبر الذي علمتني... علمني أن أنتظر الوقت بين الوقت والوقت..
تعلمت منك أن الفجر صديق دائم للعيون التي يجف كحلها فوق الأهداب..
وتعلمت أن الصبايا لا يحلمن إلا في الفجر..
حيث البياض الذي يغشو المكان... ويغشو القلوب..
وعرفت لِمَ ترتدي الغابات أجمل فساتينها في انتظار وعد المطر..
وتعلمت أن النجوم تختبئ خلف الشمس كي لا يبين قبحها النهار..
وعلمتني يا صديقة أن الدروب المقفرة.... ستمتلئ أحجارها بأقدام المارين صوب شواطئ غادرتها صدفاتها
علمتني كيف أن القلب حين يحب تتبدل مسارات شرايينه، وكيف يتغير لون الدم في أوردته...
علمتني كيف أسافر إلى بلدان لا يسكنها أحد... ولا يأتي إليها أحد...
علمتني أسافر بلا حقائب وبلا جواز سفر...
الصبر يا سيدة الصبر يعشق النوم على وسائد الشوك... ويعشق السهر في ليالي الجدب..
شكراً لك... لأنك أضفتي إلى فضائل الحياة.... فضيلة حبك... والصبر.
“البستاني”