وعى الدرس جيدا قبل أن يبدأ الطريق.. أخبره معلمه أنه سيجد فى نهاية رحلته بوابتين.. يقف على باب كل منهما حارس.. أحدهما صادق لا يتطرق الكذب لحديثه.. والأخر لا ينطق الصدق مهما كان السؤال.. وعليه أن يختار البوابة التى ستؤدى به الى سبيل النجاة.. ولما لمح الحيرة تنعقد سيماها على الوجه الغض.. اعطاه المعلم مفتاح النجاة.. قال له وهو يربت على كتفه.. كل ماعليك يابنى فى نهاية رحلتك.. أن تأتى أى منهما..وطلب منه أن يسأل رفيقه..عن بوابة النجاة..وعليك أن تستمع للرد الذى يعود به اليك.. ثم تفعل عكسه تماما.. هذا هو سبيلك الوحيد كى تنجو..
وعى الدرس جيدا وانطلق يسعى حتى وصل الى نهاية الطريق.. وجد البوابتين..والرجلين تماما كما وصفهما له معلمه.. اقترب واثقا من نفسه من أقرب الرجلين اليه.. طلب منه أن يسأل رفيقه عن بوابة النجاة.. انتظر حتى عاد اليه.. واشار بوجه بلا ملامح الى البوابة التى يقف بجوارها موضحا انها هى مقصده الذى يبحث عنه..
وكما تلقى من معلمه انطلق صوب البوابة الأخرى فرحا مستبشرا.. وبحماس من قطع طريقا طويلا ليصل الى مبتغاه اجتاز البوابة مسرعا.. ولكنه الفى نفسه يهوى الى جحيم مستعر لا قرار له.. ايقن ساعتها أن لاسبيل للنجاة.. وان ماعلمه له معلمه كان ظنا واعتقادا..وأن مايجرى هناك على الطريق وخلف الأبواب يحتاج لعلم أخر..لم يحط به خبرا.. ولم يدرسه فى سنوات طوال لزم فيها معلمه.