يقول أنيس منصور في كتابه «تكلّم حتى أراك»: المحب هو الذي لا يشعر بأنه يحب، ولا يعرف بالضبط ما هو الذي يملأ جوانحه ليلاً ونهاراً، والذي لا يحب الخسارة والأرباح في صفقة، فحسارة الحب هي مكسبه، ومكسب الحب الا يكون مكسب وما من حب إلاّ في أعماقه رغبة في الفرار، وما في فرار إلا في أعماقه رغبة في الرجوع والإقامة والاستقرار، ولكن كيف يخفق قلب ويظل ساكناً، كيف يكون شوق ولا يكون قلق، كيف يكون قلق ولا يكون؟
كيف يكون خوف ولا يكون يأس؟
كيف يأس للآخرين، كيف حزن بلا نهاية؟
أهي صرخة في واد؟
كل الصرخات في الوديان بلا صدى..
فوديان الحب تنهش الأصداء والأصوات..
وضياء الحب هي بقع سوداء.. وهي سوداء لأنها تسد الأصداء وتسحبها وتدفنها، ولأنها تطبق العين فلا ترى وتخرس القلب وتلغي الزمن.