للشعراء الجزلين عمقهم، ودقتهم، وتمكنهم من علم المعاني، والبيان، والبديع، وكذلك أخيلتهم، وصورهم، في - التقاطاتهم - التي تستعصي على سواهم.. من ذلك هذا المشهد الشعري المؤثر للشاعر الكبير ضيدان المريخي حيث انصف - أبو عبد العزيز- (الحطَّاب) في بحثه عن متطلب عيشه في حياته ولكن ليس على حساب (غصن حمامه) هو كل عالمها الخاص وملجأ همها وحزنها:
هيه يالحطاب خل الغصن هذا للحمامه
من يضف أحزانها عقبه.. ومن ينقل تعبها
انت جيت تحدِّك الحاجه ومن باب الشهامه
خذ حطبك وخل يالمقرود للورقا.. حطبها
إن لقت باكر ما بين الشمس والوادي الغمامه
مالها إلاّ ريشها والغصن هذا ما قضبها