جازان - عبد الله عكور:

فتاة أمية معاقة لا يتحرَّك منها سوى الرأس الذي يحمل همّة عظيمة تتقازم أمامها قامات الكثير، ولم تدخل المدارس أبدًا لكنَّها لم تمنعها إعاقتها وأميتها من حفظ كتاب الله عزَّ وجلَّ، فالفتاة مِنة علي اليامي، البالغة من العمر 40 عامًا لم تتعلم في المدارس ولم تحصل على شهادات مصابة بشلل التحقت بحلقة خولة بنت اليمان بقرية الدريعية، حيث انطلقت مع أختيها المعلمتين في حلقات التحفيظ واللتين تحفظان القرآن أيضًا.

وكان أخوها تسلَّم جائزتها من محافظ صامطة الدكتور خالد الجريوي، وقال لـ(الجزيرة): كما سعادتي غامرة وأنا استلم جائزة أختي ضمن خمسة وثمانين حافظًا وحافظة لكتاب الله، والحمد لله الفرحة غامرة والبهجة حاضرة بالإِنْجاز بإتمام حفظ كتاب الله والمشاعر جياشة والعيون ريانة بالدمع.

وعن مشوارها تقول الحافظة: كنت أسمع أختي تقرأ القرآن بصوت جميل في صلاتها وطلبت منها تعليمي فعلمتني القرآن في البيت فطلبت منها الذهاب للحلقة لأتعلم هناك رغم صعوبة الطَّريق وأنا أتحرّك على كرسي عادي لكوني مشلولة، فالحمدلله ذلل الله لي الصعاب وخفف لي المشقَّة حتَّى أتممت حفظ كتاب الله.

كما أشكر أختيَّ المعلمتين اللتين تحفظان كتاب الله وأمي البالغة من العمر ثمانين عامًا وتحفظ سورة «يس». وأن هذه الجائزة تتويجٌ لنا وشرف لحفظ كتاب الله.

وتحدّث رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة صامطة الشيخ عبدالإله بشيري، قائلاً: هذه هي همم العظماء الذين يريدون السعادة والفوز بالآخرة.