بريدة - سلطان المهوس:
كشفت معالي نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات الأستاذة نورة بنت عبد الله الفايز عن عدد من التوجهات والتطلعات التي تسعى لها الوزارة في مستقبلها القريب، لتحسين وتجويد الواقع التعليمي والتربوي، كقصد الحل الجذري لمسألة تنقل المعلمات بين المدن والقرى والهجر، وتفعيل الشراكة الفعلية والفاعلة للطالبة في رسم الخطط والإستراتيجيات التعليمية الكبرى، بالإضافة إلى استهداف مشروع العيادة المدرسية في كل مجمع تعليمي، مؤكدة أن دور الوزارة يجب أن يقتصر على التخطيط ورسم البرامج لتتولى الإدارات التعليمية عملية التفعيل والتطوير.
كان ذلك خلال لقاء صحفي جمع النائب بمجموعة من طالبات المراحل التعليمية الثلاث (صحافيات المستقبل) في مدينة بريدة بإشراف إدارة الإعلام التربوي النسائي، غداة زيارة الأستاذة نورة الفايز لمدينة بريدة، وتدشينها لعدد من المشروعات والمنشآت التعليمية، التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم.
ففي نهاية جولتها ظهر السبت تلقت معالي نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات الأستاذة نورة الفايز خلال مؤتمر الطالبات الصحفي معها، عدداً من الأسئلة المباشرة التي تخص الواقع التعليمي، وتبحث تطوير وتوسيع تطلعات ومقاصد الخطط التربوية، لما فيه تحسين المخرجات البشرية، والرفع من الكفاءة والمهنية والتميز، بإشراف ومتابعة رائدتي النشاط الأستاذة تهاني النغيمشي والأستاذة نورة الضحيان.
الاستقرار بالمدارس
ففي سؤال للطالبة غادة حمود المطلق عن هاجس الاستقرار الوظيفي المكاني للمعلمات، ومشاكل التنقلات الكثيرة بين المدن والقرى، وأثر ذلك على الواقع التعليمي والبيئة المدرسية، كشفت الفايز أن الوزارة تسعى خلال السنوات العشر المنظورة إلى تجاوز تلك الإشكالية، والقضاء عليها، بعد أن بينت أن وزارة التربية والتعليم قد خاطبت وزارة التعليم العالي بقصد التخطيط والتنسيق بما يخص المناهج والمقررات التي تقدمها الجامعات والكليات المنتشرة في كافة أرجاء المملكة، وبين الحاجة الفعلية للتخصصات التي تطلبها وزارة التربية والتعليم لكل منطقة، حتى تتوازن الحاجة الفعلية للتخصصات مع الوفرة المكانية لمعلمات كل مدينة وقرية وهجرة، وهو ما سيحد ويقضي على مشاكل النقل والتنقل.
صوت المعلمة
في حين تساءلت الطالبة رهف الفهاد عن سبب غياب صوت الطالبة في تشكيل الكثير من قرارات وخطط التعليم في المملكة، وهل من توجه للإشراك الفعلي للطالبات بهذا الخصوص، لتؤكد حينها الأستاذة الفايز أن الوزارة قد قطعت شوطاً كبيراً بهذا الخصوص، من خلال عنايتها التامة بتشكيل مجالس الطلاب والطالبات في كل المناطق التعليمية في المملكة، ما يعزز من قيمة الصوت والمُقترَح الطلابي في تشكيل ورسم الإستراتيجيات والبرامج التعليمية والتربوية.
عيادات صحية قادمة
مضيفة خلال سؤال للطالبة نجود الجربوع عن غياب التخصص في المجال الصحي المدرسي، أن الوزارة ستعمد إلى خلق وإنشاء «عيادة صحية» متكاملة ومتخصصة في كل مجمع تعليمي، بعد أن تم التنسيق مع وزارة الصحة بما يخص التبعية والإشراف للوحدات الصحية المدرسية، وإلحاقها ضمن مهام وزارة الصحة، ليتم تبادل ذلك بالممرضين والممرضات المتخصصين لتغطية المجمعات المدرسية في المملكة، وجعلهم وسطاء للربط ما بين الوزارتين من خلال الوحدات الصحية السابقة.
المناهج الجديدة
الطالبة ابتسام البديوي كشفت عن تخوف الواقع التعليمي من ضعف التهيئة والتعريف ببرامج وخطط الوزارة المستقبلية، مستشهدة بما يؤكد عليه الكثيرون حول إشكالية إطلاق المقررات الجديدة للمدارس، ما دعا الفايز لأن تخالف الطالبة فيما ذكرت، مؤكدة أن الوزارة هيأت الواقع التعليمي تهيئة متكاملة كي يتم استيعاب الخطط الجديدة للمقررات.
ليس ضعفا من الوزارة
وقد تساءلت الطالبة شادن الحجيلان عن سبب ضعف الجرعات التثقيفية والتعليمية التقنية والحاسوبية في المناهج والمقررات، لتبين الفايز أن ذلك ليس ضعفاً ولا تقصيراً، كون ذلك يعود إلى أن الحاسوبية والتقنية بتطور مستمر بوتيرة متسارعة ومتلاحقة، ما يصعب بسببه طباعة المقررات والكتب المدرسية، لأننا في هذه الحالة سنعمد إلى تغيير المناهج أسبوعياً، وهذا أمر لا يتأتى، مضيفة أن توجه الوزارة لزيادة جرعات التقنية والحاسب لدى الطلاب والطالبات يكمن في خلق البرامج لتعليم الأساسيات والقواعد في البرمجة والحاسب، متمنية أن تتضافر جهود المعلمين والمعلمات مع ما يملكه الطلاب والطالبات في هذا المجال من مهارات ومعارف، ليتم خلق الجو التعليمي التقني المأمول، مؤكدة أنها ترغب بأن تأتي المبادرة من الطالبات للمعلمات في التعليم والتطوير، لأن الجيل الشاب الآن قد سبق كل الأجيال في مجال التقنية الحديثة.
يد الملك ساعدتني
الطالبة لبنى الغصن طالبت نائب الوزير أن تتحدث عن تجربتها وهي تحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين متسنمة أعلى منصب نسائي في البلاد، لتشير الفايز أن ذلك كان بمثابة التحدي الكبير الذي واجهته، مضيفة أن دعم ووقوف خادم الحرمين الشريفين معها كانت اليد المساندة لها، وكذلك يد المساعدة التي قدمها سمو وزير التربية والتعليم والوكلاء وكافة الزميلات في التربية والتعليم سهّل من تجاوز ضعف البداية إلى أن بتنا نفخر وبقية الزميلات بالأسس والقواعد التي تم تأصيلها للعمل التربوي والتعليمي النسائي، حتى بات المجال مشرعاً لمزيد من النقلات النوعية والتطويرية لجميع الأجيال القادمة.
نعم لتفويض الصلاحيات
ولم تخف الأستاذة الفايز خلال حديثها حول تلك التجربة أنها وجدت أن إدارات التربية والتعليم كانت تنتظر التوجيه والقرار في كل شيء من قبل الوزارة، وهذا أمر لم يرغبه صناع القرار، كونهم يطمعون إلى التفعيل الأكثر والأجدى لإدارات التعليم، مشيرة أن الوزارة يفترض بها أن تخطط وترسم، بينما الإدارات التعليمية تنفذ وتمارس وتطور، وهو ما حدا بالوزارة إلى نقل الكثير من صلاحياتها إلى إدارات التربية والتعليم، ومنها إلى مديري ومديرات المدارس، ومنهم إلى المعلمين والمعلمات، وفقاً لنظرية «علم التفويض» الخاص بفنون الإدارة، حتى نصل في النهاية إلى مسح مصطلح «مدير» القديم وتعويضه «بالقائد» التربوي.
تفاجأت بتكريمي
الطالبة أمل بنت أحمد الفايزي سألت الأستاذة الفايز عن الإسهامات التي ساهمت بها والإنجازات التي حققتها لتنال في عام 2011 م جائزة المرأة العربية المتميزة للدورة السادسة من مؤسسه المرأة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وهي تعد أرفع جائزة تقدم للنساء المتميزات والمبدعات في حقول العلم المتنوعة، حيث بينت الفايز أن الجهود الكبيرة التي تشارك فيها جميع الزميلات في قطاع الوزارة، قد تكون هي الدافع من وراء هذا الاختيار، إذا ما أخذنا بالحسبان النقلات النوعية في قطاع «البنات» حتى ارتقت المرأة وفق ذلك أعلى المراتب الإدارية والوظيفية في الوزارة معتبرة أنها تفاجأت بحصولها على الجائزة.
التقنية المتكاملة
وفي مداخلة للطالبة جمانة الغصن بأن يكون استخدام التقنية الحديثة في العلاقة بين المدرسة والطالبة وعائلتها أكثر جدية، وسؤالها عن ضرورة البرامج الإلكترونية الموحدة لعلاقة المدرسة مع الطالبات حول كافة الأمور، كما هو الحال مع برنامج (نور)، أشارت الأستاذة نورة الفايز أن الوزارة تسعى جاهدة، وقد قطعت أشواطاً كبيرة في سبيل أن يكون هذا البرنامج مرجعاً للجميع، للمنزل والمدرسة والإدارة والوزارة بما يخص الطالب والطالبة.
واقع جديد
وسألت الطالبة سارة العميم عن التغير الذي رأته الأستاذة الفايز على واقع التعليم، بين كونها كانت طالبة، وما تعيشه الآن كمسؤولة، حيث بينت الأستاذة الفايز أن الفوارق كبيرة جداً، ولا يمكن مقارنة البدايات بما تم الوصول إليه الآن، ففي السابق كان الاعتماد على المعلم والمعلمة الوافدة والأجنبية كبيراً جداً، بعكس ما نعيشه في واقعنا من اعتماد كامل على السواعد والقدرات الوطنية، بالإضافة إلى التفاوت الكبير بين البيئة التعليمية والمدرسية، وواقع المناهج والخطط التربوية.
بيئة المدرسة
وقد ختمت الطالبة منار العنزي بسؤال عن رؤية الفايز القادمة للبيئة المدرسية لمدارس البنات، في ظل تطور مضامين المقررات الذي لم يتواكب مع تطور البيئة المدرسية، لتؤكد الأستاذة الفايز أن جهود الوزارة منصبة بشكل أساس على استمرار التطوير والتعزيز للواقع المدرسي، لاستيعاب واحتضان كل البرامج والخطط التعليمية المقررة.
تعليم القصيم مفخرة
لتختتم الأستاذة الفايز زيارتها للمنطقة بتقديمها الشكر الجزيل لمدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الأستاذ عبد الله الركيان، والمساعدة للشؤون التعليمية «بنات» الأستاذة هيفاء اليوسف، وكافة الزميلات على ما وجدته من شواهد معرفية وتعليمية يفخر بها كل منتسب للتعليم، مضيفة أن التعليم في المنطقة قد حقق الكثير من المنجزات الكبيرة على مستوى التميز والإبداع، بفضل الجهود المقدمة من الجميع.
وكانت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات الأستاذة نورة الفايز قد زارت صباح السبت مدينة بريدة، وشهدت تدشين حرم سمو أمير منطقة القصيم الأميرة نورة بنت محمد لمبنى الإدارات النسائية التابع للإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة، مدشنة العديد من المنشآت التعليمية التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصم، كما افتتحت نادي الحي الأول ببريدة بالمدرسة الثلاثين ببريدة، وزارت المعرض الوطني الدائم «ملحمة بطولة وميلاد أمة» بمقره بمدينة بريدة، والذي تقيمه وتشرف عليه الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة، بالإضافة إلى افتتاح مركز تدريب معلمات رياض الأطفال ببريدة.