تونس - فرح التومي:
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ قيام الدولة التونسية المعاصرة، رفض نواب بالمجلس الوطني التأسيسي أول أمس المصادقة على مشروع ميزانية رئاسة الجمهورية بالرغم من موافقتهم على باقي ميزانيات الدولة مرجعين سبب رفضهم إلى أن الاعتمادات المرصودة لرئاسة الدولة لا تتماشى مع حجم هذه المؤسسة وصلاحياتها المحدودة جدا في ظرف يتطلب انتهاج سياسة تقشف على مستوى نفقات التصرف.
ووفق المشروع المقدم للمجلس، تبلغ ميزانية الرئاسة للعام الجديد ما يعادل 50 مليون دولارا أي بزيادة تقدر بـ أكثر من 7 % مقارنة بميزانية العام الماضي. وقد دافع كاتب الدولة لدى وزير المالية عن مشروع ميزانية الرئاسة بالتأكيد على أنها ستخصص لنفقات الأجور وتمويل مقتنيات ضرورية للأمن.
في سياق آخر، بلغ التوتر أقصاه بين حركة «النهضة» وحزب «نداء تونس» بعد الهجوم الذي شنه مواطنون على الحاضرين في اجتماع بجزيرة جربة في أقصى الجنوب التونسي رافضين أن ينظم نداء تونس تظاهرة شعبية بمدينتهم على خلفية انضمام آلاف من التجمعيين إلى الحزب وتبجحهم بذلك في وقت تصر فيه بعض الكتل النيابية بالمجلس التأسيسي على إقصاء التجمعيين من الحياة السياسية.
ويتهم الباجي قائد السبسي زعيم نداء تونس ورئيس الوزراء الأسبق، حركة النهضة بحماية المهاجمين لأنصار حزبه وذكر السبسي أن نداء تونس أعلم في وقت سابق وزارة الداخلية, التي يتولاها القيادي في النهضة» علي العريض وطلب منه تأمين الاجتماع، لافتاً إلى أن «الدولة لم تعد قادرة على حفظ أمن مواطنيه» .
في المقابل, نفى القيادي في «النهضة» عامر العريض أي مسؤولية لحزبه في مهاجمة اجتماع حزب «نداء تونس» في جربة, قائلاً إنها «اتهامات عارية من الصحة».
ويذكر أن حزب «نداء تونس» تأسس في يوليو الماضي, فيما أفادت استطلاعات الرأي أنه يتمتع بشعبية موازية لشعبية «النهضة» وأنه قد يكون المنافس الأول لها في الانتخابات المقبلة.