اختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية القمة الثالثة والثلاثين في العاصمة البحرينية المنامة وكالعادة جاءت القرارات التي اتخذها القادة في ختام اجتماعاتهم التي تواصلت ليومين متتاليين مترجمة لتوصيات اللجان الوزارية التي انخرطت طوال عام كامل والتي استندت بجهود المختصين في كافة المجالات لتحقيق مزيد من الربط الخليجي والتعاون بين دول المجلس وصولاً إلى الطموح المنشود بالتحول إلى كيان اتحادي كامل يضم جميع دول الخليج حتى يصبح الإقليم الخليجي دولة موحدة.
قرارات قمة المنامة أضافت بُنى جديدة في مسيرة التعاون سعياً لتحقيق طموحات أهل الخليج الذين لا زالوا يرون فيما تحقق دون الآمال والطموحات التي يعلقها المواطنون على مسيرة مجلس التعاون إلا أنهم لا يتجاهلون ما تحقق خاصة في اجتماع القمة الثالثة والثلاثين التي تمثلت في إقرار الاتفاقية الأمنية الموحدة التي رفعها وزراء الداخلية بعد أن أجروا عليها تعديلات تناسب المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة والتي تؤثر على الأوضاع في إقليم الخليج العربي.
كما جاء إقرار توصيات مجلس الدفاع المشترك خاصة في اعتماد توحيد القيادة العسكرية لجيوش مجلس التعاون للقوات البرية والبحرية والجوية لتنسيق عمل أفرع القوات المسلحة الخليجية بالتنسيق والتخطيط والقيادة، مع مواصلة تعزيز وتقوية قوات درع الجزيرة التي أثبتت كفاءتها وقدرتها على تنفيذ مهامها في تحصين الدفاع عن مكتسبات التنمية في دول مجلس التعاون أثناء تحرير دولة الكويت ومشاركة مملكة البحرين في تحصين أمنها.
أما أهم ما جاء في قرارات قمة المنامة حسب ما تضمنه البيان الختامي للقمة الثالثة والثلاثين هو العمل على تعزيز روح المواطنة الخليجية من خلال تحقيق وتنفيذ ما اتفق عليه ونصت عليه قرارات القمم السابقة وسرعة تنفيذ بنود الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، وإشعار المواطن الخليجي أنه في بلده أينما توجه في الدول الست مع العمل على رفع جودة ومستوى الأداء في تقديم الخدمات الصحية وضمان جودة التعليم العالي والعام، وهو ما نبهت إليه قمة المنامة بتكليف الهيئة الاستشارية لدراسة هذا الموضوع المهم لأن الأمم ترتقي وتتقدم بجودة التعليم لديها لإعداد كوادر مؤهلة قادرة على قيادة مسيرة الحياة في الإقليم الخليجي الذي نسعى جميعاً إلى الارتفاع بمستوى الأداء فيه في المجالات والأصعدة كافة.
كما لفت انتباه المراقبين في قراءتهم السريعة للبيان الختامي التركيز على الاهتمام بقضايا الشباب والطلب من الهيئة الاستشارية بحث كل ما يهم الشباب وتقديم دراسات تهتم وتختص بما يهم الشباب.
عموماً.. جاءت قرارات قمة المنامة متوافقة مع العمل الذي أنجز طوال عام من قبل اللجان الوزارية التي عقدت العديد من الاجتماعات، وبانتظار ما ينفذ من هذه القرارات لا يزال المواطن الخليجي في كل الدول الست يشعر أن ما نفذ أقل من الطموحات التي يعلقها أهل الخليج الذين يأملون أن يتجاوب قادة المجلس ويحققوا أملهم بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في القمة الاستثنائية المرتقبة المقرر عقدها في الرياض خلال العام القادم.
jaser@al-jazirah.com.sa