أي جاءت المصائب من أقرب الناس إليه وأولاهم بمساعدته لا المساعدة عليه.. وعونه.. لا العون عليه.
وهذا الوضع هو أكثر الأوضاع ألماً.. وحسرة.. حين تأتيك الإساءة من حيث تنتظر الإحسان.. ويأتيك الشر من حيث تنتظر الخير..
ولذلك قال الشاعر العربي:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
أي أن ظلم القريب أشد ألماً من ظلم البعيد.. فضربة بالسيف من عدو أخف وقعاً على النفس من ضربة القريب بالعصا وكلمة جارحة من عدو أخف وقعاً من إشارة عابرة خفيفة ولكنها مسيئة من قريب كنت تؤمل منه أن يقول في حقك كلمة طيبة.
يضرب هذا مثلاً لاختلاف وقع الشدائد وتأثيرها على النفوس بحسب مصادرها فإن كانت من عدو خف وقعها.. وإن كانت من صديق آلمت أشد الإيلام.
ولذلك يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه فرح وحمد الله أنه لم يقتل بيد واحد من الصحابة وإنما قتل بيد مملوك حاقد بسبب حكم عادل أصدره بحقه عمر رضي الله عنه وأرضاه.
الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب.
تأليف - عبدالكريم الجهيمان