ربيع العرب هل فيه الشفاء
ليعرب أو به لهم الشقاء؟
ربيع حيَّر العقلاء فيهم
وعز به التآلف والإخاء
بني قومي سعيتم للمعالي
تقودكم العزيمة والمضاء
سعيتم سعي أحرار لتقضوا
على نظم بها عظم البلاء
فحققتم أمانيكم وزالت
قيادات بها خاب الرجاء
لماذا يا شعوب وقد نجحتم
يشق صفوفكم هذا العداء؟
أما الأولى التعاون والتآخي
أما الأجدى التسامح والرضاء؟
هلموا واقرؤوا ماذا جنيتم
وهل فيه لما يرجى انتماء؟
أساد الأمن وانتشر التصافي
وعمَّ الخير وازدهر الرخاء؟
مع الأسف الشديد نما التجافي
وزاد الحقد وانعدم الولاء
* * *
فهذي تونس الخضراء باتت
يمزقها التقالي والجفاء
فلا استقرار أسعدها ولكن
بها قتل التآلف والرجاء
صراع روَّع الأطفال فيها
وبين نسائها كثر البكاء
وتلكم ليبيا فيها ربيع
به عدم التعاون والإخاء
وبات الشعب يشكو من عناء
مرير ما له منه نجاء
خلافات مروِّعة وحرب
وتقتيل به كثر الفناء
وفي اليمن السعيد بدا ربيع
به نشأ التخالف والعداء
وصارت أرضه لا أمن فيها
وعم الخوف وانتشر الشقاء
صراعات تمزقه ضلالاً
وتوجعه وهيهات الدواء
ومصر خلافها خلف تنامى
به عنف تصاحبه الدماء
فكل سعيه يهوى وصولاً
لما يرجو وقد عز الرجاء
وصار ربيعها يا للمآسي
صراعات بها انهدم البناء
وفي الشام الجميل أتى ربيع
به عظم المقدر والقضاء
فضاع الأمن وانعدم التآخي
وأعدم في مغانيها الصفاء
وأصبحت المآسي قاتلات
لكل الشعب واستشرى البلاء
* * *
أأبناء العروبة ليت شعري
متى نسعى وغايتنا السناء
متى نحيا أحباء كراماً
أباة لا يذل لنا لواء
كفى أبناء يعرب ما لقينا
من الخلف الذي فيه ازدراء
ألا وامضوا إلى العلياء صفاً
قوياً فيه تستدنى السماء
ويا قادات من نهضوا وفاء
تآخوا لا يفرقكم جفاء
تساموا للمحبة وازرعوها
وحيوا كل من فيه اقتداء
وكونوا قدوة للشعب حباً
وإخلاصاً وطاب الاقتداء
وحيا الله من صدقوا وعوداً
وعاش المخلصون الأوفياء
ويا رب أدم للعرب أمناً
تكون به السعادة والهناء
ألا واحفظ بلادي في أمان
وإيمان يحليه الحياء
ومُنَّ على المليك بطول عمر
تصاحبه السيادة والشفاء
إلهي وارع سلمان المفدى
ولي العهد من فيه الوفاء