الجزيرة - أحمد القرني:
لم تملك أم التوأم السيامي (عبدالله وسلمان) سوى الدعاء لتعبر به عما ساورها من خوف وقلق طيلة 8 ساعات هي وقت العملية الجراحية التي أجريت لطفليها (البارحة الأولى) أمام عينيها المليئة بالدموع.
فبينما كان والدا الطفلين يتابعان العملية على الهواء مباشرة، لم تتوقف تساؤلاتهما واستفساراتهما... استفزهما منظر الدماء التي كانت تلون الجسدين الصغيرين، وتحريكهما يمنة ويسرة، خلال العملية، ما دعا والد الطفل لتوجيه سؤال لمحرر «الجزيرة»: هل يتألمان الآن؟ ألا يتأثران بهذه الجروح؟..
لم يكن هذا السؤال ينتظر إجابة شافية بقدر ما كان ينتظر التطمين حول الخطر المحتمل للطفلين، ليجيبه المحرر مطمئنا «هذا يحدث في كل عمليات التوائم السيامية، هو أمر طبيعي جدا، ولازم للتنظيف من آثار العملية، وهما تحت تأثير المخدر، ولا يشعران بأي شيء»..
بيد أن هذه الإجابة لم تخفِ القلق البادي على سحنات وجهي الأبوين.لكن كل ملامح التعب المرافقة لساعات الانتظار تبددت حالما انتهت العملية، وإعلان نجاحها، ليستقبلا طفليهما المفصولين بفرحة أنستهما كل ما سبق.