تداعيات الأخبار التي تكشف عن هشاشة البنى التربوية الواعية، غير المتطرفة، لا القاسية، ولا المتراخية، دينا، وأخلاقا, وقيما، لفضائل المسالك، ومروءات الأفعال في المجتمع، كثرت، وتطرق بحدة ضرورة الانتباه، والأخذ المجعي بالأسباب التي تجنب الجيل الحاضر، والأجيال القادمة مغبة هذا التسيب، وهو في مبتدئه، يكشف عن خفايا لم تكن في الظن، اللهم إلا ما يعتري طبيعة البشر من الضعف، والزلل من ثم، وارتكاب الأخطاء التي تمس المخطئ ذاته بأكثر مما تعم المجتمع بشرائحه العديدة كما تطهره الأخبار, وتكشف عنه الوسائل الحديثة..
هذه التداعيات دفعتني لحصد ما ينشر عنها بغية النظر البحثي في هذه النقلة المذهلة بين حدي البياض, والسواد في فجر نهضة مجتمع يسعى الكل من أجل تطوره، وتجاوزه لمخانق النهضة، فإذا بنا نفرط أكثر فيما علينا الحفاظ عليه أكثر..
انتشرت حوادث القتل عمدا لأسباب أخلاقية، ولأسباب تفريط في مسؤولية، آباء يقتلون أبناءهم وزوجاتهم، وآخرون يعتدون على أبنائهم، ويتحرشون ببناتهم.., شباب يغررون ببعضهم، وتنتشر رذيلة أوكار الخمور، وانتشار المخدرات بين الجنسين، التغرير بالصغيرات، واختطاف الأحداث, استغلال السلطة، والانفتاح على كل ما غث، وسمن من مواد إعلامية لا تؤسس للفضيلة..
أصبح الصغار يملكون ثقافة عن كل ما يقع في أيديهم، ويعرض على أسماعهم، وأمام أبصارهم، فتتحول خبراتهم إلى ممارسات سافرة..
وتقف جهود الرأي، والتربية الفردية أمام هذا السيل العرم عاجزة، وفي المعمعة تتلقص أدوار الناصحين على بينة، فقد تحولت الأسواق لمسارح عروض أزياء، وأشكال، وبهرجة.., يرفضها العقل، وتأباها القلوب الخاشعة.. والأمر يتعلق ببنى مجتمع بالتأكيد تحرص كل الأطراف على سلامته، ونجاته مما وقعت فيه مجتمعات دول كثيرة على الأرض..
تداعيات كل هذا تعجز الملفات عن حصرها، بينما تشحذ سبل النشر هممها لتتصدر أخبار كل صباح..
فلا يبين الخيط الأبيض، والشمس في بزوغها, وبعد انتشارها، لأن لون الأسود قد طمس بظلامه على صفحات النفوس الوجلة مما يحدث..
مع أننا نكرر بأن المتغيرات قادرة على الفرز، لكننا نؤيد الفصل بين الحق والباطل من البدء.., وبين الحد والتجاوز.. على الأقل ليكن التفكير يقظا, والأرواح نابهة للحظة الموت.. فالموت ليس فقط خروج الروح من الجسد..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855