أستعير عنوان هذه المقالة من الزميل خالد البواردي، الذي كتب مقالاً جميلاً بالعنوان نفسه. ولعلي هنا أطرق جانباً آخر عما كتبه الزميل، فالنصف الممتلئ من الكأس فيه ما يمكن أن يكتب مما يقدمه رجال أعمال مخلصون لوطنهم، وهذا لا ينفي أن هناك جزءاً نتمنى أن يكون لهم حضور أهل العطاء نفسه.
- «ماذا قدَّم رجال الأعمال؟» السؤال يُطرح كثيراً على سبيل الازدراء وليس الاستفهام. لو طرحنا السؤال بشكل آخر على سبيل المثال «ماذا قدم الشيخ ناصر الرشيد، أو سليمان الراجحي، أو غيرهم من أهل البذل؟ هل تحضرنا إجابة ولو تقريبية؟ هل من العدل أن نتجاهل مثل هذه النماذج حين نقذف بسؤال «ماذا قدَّم رجال الأعمال؟».
- من طبيعة الإنسان المسلم أنه لا يحب أن يتحدث عما يبذل، وهذه علاوة على أنها صفة الأخيار، فهي أيضاً من شيم العرب وعادات الكرماء، لكن في هذا العصر أعتقد أن من واجب الإعلام أن يبرز عطاءات الأخيار؛ لأن فيها عبرة للآخرين.
- الشيخ ناصر الرشيد على سبيل المثال قدَّم أكثر من مليار ريال في مشاريع خيرية وإنسانية وتنموية داخل وخارج المملكة. الشيخ سليمان الراجحي جعل نصف ثروته وقفاً، علاوة على ما قدمه من تبرعات وأعمال إنسانية وخيرية بملايين الريالات، وما تقدمه مؤسسته الخيرية من أعمال لا يمكن حصرها. هناك أيضاً الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي - يرحمه الله - الذي ساهم بدور بارز في دعم جهود الدولة التنموية وبرامجها لمحاربة الفقر؛ فأنشأ المجمعات الخيرية والمساجد، وقدم الدعم والعون للشباب الراغبين في الزواج وللفقراء والمساكين، وساعد الأيتام والأرامل والمحتاجين. ومن النماذج المضيئة الشيخان محمد وعبدالله بن إبراهيم السبيعي؛ فقد سارت قوافلهما الخيرة تحنو على المسكين، ولمؤسستهما الخيرية إسهامات كبيرة في تخفيف الفقر والتعليم والصحة.
- هذه نماذج فقط مما يقدمه رجال الأعمال، لكن - للأسف - دائماً الصورة النمطية التي اختزلتها ذاكرة البعض عن رجل الأعمال أنه فقط يبحث عن الربح، ويأخذ ولا يعطي. وجزء من هذه النمطية - للأسف - كرَّسها الإعلام من خلال عدم إبراز مثل هذه العطاءات.
- حين يتبرع رجال أعمال في غرب العالم أو شرقه تتناقله وسائل الإعلام على المستويات كافة، بما فيها وسائل إعلامنا، بالتمجيد، وقد يكون بيننا من تبرع بأضعاف ما تبرع به الآخرون هناك، ومع ذلك نبقى نكرس مقولة «ماذا قدَّم رجال الأعمال؟».
alonezihameed@@alonezihameed تويتر