الكثيرون تحفظوا على خط الإنتاج السعودي الجديد، المتمثل في صناعة السيارات، والذي افتتحه وزير التجارة، بعد أن قاد بفرح وافتخار، أول سيارة يتم تصنيعها محلياً. والسبب الرئيس في هذا التحفظ، هو أن هذا المنتج ليس سعودياً، إنما تم إنتاجه على أرض سعودية، تماماً مثلما يزور جراح كندي السعودية لكي يجري عمليات جراحية لمريض سعودي، فهل يكون الجراح حينها سعودياً؟! وهل يكون اللاعب الأجنبي في نادي الفتح حساوياً؟!
إن الحديث الجاد الذي ينبغي أن نتحدث به اليوم، هو جدوى أي مشروع وطني جديد في استيعاب العاطلين والعاطلات عن العمل، سواءً كان هذا المشروع استقطاب شركة يابانية لتصنيع سياراتها في السعودية، أو مشروع تصنيع ألبان دنماركية أو مشروع تعبئة عطور فرنسية. المشكلة أننا ننبهر بقبول الشركات الكبرى للمجيء للسعودية، ولذلك نترك لها خيار اختيار عدد ونوعية العاملين الذين يأتون معها، أما أبناؤنا وبناتنا، فبئس المصير! وأتذكر أن شاباً إيطالياً يعمل في أحد الفنادق المشهورة، تحدث لي عن مؤهلات من يأتون مع الشركات الفندقية الأجنبية، وأكد أن معظمهم من ذوي المؤهلات والخبرات المحدودة الذين لا يجدون أية فرصة عمل في بلادهم، ومع ذلك يحصلون هنا على أضخم المرتبات.
علينا أن نضيف إلى الشعار المزيف «صُنع في السعودية»، كلمة بأيدي، ليكون «صُنع بأيدي سعودية»، وذلك لنكون صادقين أولاً، ونافعين لأبنائنا وبناتنا ثانياً.