لا تلام الأسرة السعودية التي انتشر على (اليوتيوب) مقطع احتفالها بعودة (الخادمة) من الإجازة، صعوبة الموقف والتغيُّرات الدراماتيكية في (جلب الخدم والسائقين) تجعلك تلتمس العذر لكل من احتفل بعودة سائقه أو خادمته!
الطرق المتاحة أمام كل من غادرت (خادمته) تتمثّل في ثلاثة خيارات: الأول هو البحث في العروض الداخلية للتعامل مع عمالة (متخلفة أو مخالفة) والرضوخ لمتطلباتها وتحمّل مخاطر وجودها بين (أفراد الأسرة) هذه حقيقة لا نستطيع إنكارها والدليل هو مشاهدة من يرافق الأسر في الأسواق أو الأماكن العامة؟!
الخيار الثاني: هو قبول العروض والشروط الملتهبة لبعض (الجنسيات) التي لا نعرف هل هي من رضخت لشروطنا بعد إيقافها؟! أم نحن من قبلنا بشروطهم بعد أن (عانينا) من عدم وجود الأيدي العاملة المدربة والمناسبة؟! والواضح بكل تأكيد أنهم وافقوا على (كل شروطنا) الصارمة لعودة عمالتهم إلى أسواقنا حتى يكونوا (عبرة) لمن يحاول الضغط على (سوق العمل) لدينا, ففي كل الأحوال سندفع الـ 1500 ريال المرتب المحدد، وسنوفر الجوال للخادمة، وسنمنحها الإجازة المطلوبة، ونقول لها ما قاله محمد عبده: بالعقل سمي وبالخفاق سمي رغبتينا كلها يمك تبارى، موافقين على (كل شيء) تطلبينه بس الله يرحم والديك لا تناحشين!
الخيار الثالث: وهو في الحقيقة (خيار شجاع) يتعلَّق بالاستغناء عن (الخادمة نهائياً)، وهناك تجارب تحققت مع بعض الأسر السعودية التي شعرت بالفرق، حيث باتت أكثر تفاهماً وتعاوناً واستقراراً، لأن سلوك (أفرادها) تغيّر لتقليل حجم متطلبات النظافة اليومية داخل المنزل، وأصبح هناك شعور جماعي بالتعاون لتخفيف (الأعمال المنزلية) والتناوب عليها كل فيما يخصه، لأن هذا الأمر أصبح تحدياً يجب تجاوزه بنجاح، ونحن نطالب كل من لديه (تجربة مشابهة) بتسليط الأضواء عليها وتوضيح نتائجها للمجتمع حتى تكون هناك نماذج جديدة ومميزة لأسر سعودية تعيش دون خادمة!
هل يمكننا فعلاً العيش (أكثر قرباً) دون خادمة!
لنجرّب ونشعر (بالفرق) نفسياً واجتماعياً وعاطفياً ومادياً!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com