قضت حكمة الله على عباده بالموت ولم يكن الموت مرتبطاً بعمر معين فكلنا معرض لسهام المنية صغيرنا وكبيرنا ولن ينجو أحد منها.
يوم الأربعاء 28-1-1434هـ خطفت سهام المنية الشاب عبدالرحمن بن ناصر المقبل إثر حادث سير أليم أثناء توجهه من المنطقة الشرقية إلى الرياض، هذا الخبر المحزن وقع على نفوسنا وقع الصاعقة فكان لرحيله غصة وألم، فما أقسى الرحيل الأبدي الذي يأتي على حين غفلة فأحزننا كل الحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، فالدنيا دار كرب وابتلاء من عرفها حق المعرفة لم يفرح برخاء ولم يحزن لشقاء، فقد كان الفقيد -رحمه الله- من خيرة الشباب أدباً وخلقاً وبراً بوالديه وكانت ابتسامته المشرقة دائماً مرتسمة على محياه وتبعث الأمل والتفاؤل في كل من حوله، فلقد عرفته منذ صغره وهو يترعرع في أحضان والديه، فكان مطيعاً ومحبوباً من كل من يعرفه والجميع يثني على حسن خلقه وأدبه، كما أنه كان من حفظة كتاب الله البررة وهكذا كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى يختار من يحب من عباده الأبرار ونقلهم إلى جواره جلت قدرته فهذا قدر الله ولا راد لقضائه وأنا أتوجه بكلمتين إلى والديه فأقول لهما: أعانكما الله على مصابكما في فقد فلذة كبدكما وجعل ما قمتما به من تربيته وتعليمه في ميزان حسناتكما وجمعكما الله به في مستقر رحمته ودار كرامته وتحت ظل عرشه، ويبارك لكما في أخويه عبدالله ومحمد، وقد رأيت مقدار المحبة لعبدالرحمن والثناء عليه في قلوب وعيون كل الذين شيعوه إلى مثواه الأخير، فقد عز علينا فراقه وعز علينا موته المفاجئ ولكنها إرادة الله الأبدية والمكتوب الأزلي الذي لا مفر منه، فالموت عبرة لكل من يعتبر فلن ننساك من دعائنا وستظل في قلوبنا، فوداعاً أيها الحبيب أسكنك الله فسيح جناته وغفر لك وتجاوز عن سيئاتك ووسع لك في قبرك فاطمئن في قبرك فالجميع يدعو لك بالمغفرة والرحمة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أحمد عبدالله المزعل - محافظة المجمعة