من الشخصيات الوطنية التي تركت بصمتها في الحياة، وتركت سيرة حسنة في ذاكرة الوطن معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير المعارف الأسبق -رحمه الله-، وأول وزير للتعليم العالي ومؤسس هذه الوزارة وباني قواعدها المتينة الراسخة، رحمه الله - لقد ترك أثراً قوياً وذكرى حسنة وعطرة ظل شذاها يعبق في كل مكان ارتبط بهذا الإنسان التربوي والمسؤول الفريد الذي ترك بصماته في كل موقع شرّفه وفي كل وظيفة تسنم مسؤوليتها.
لقد تولى معاليه - رحمه الله - وزارة المعارف ثم وزارة الصحة ثم أسس وزارة التعليم العالي، ورأس مجلس دارة الملك عبدالعزيز، وعيّن نائباً للرئيس الأعلى الموحد للجامعات، وقد أثرى الصحف والمجلات بالكلمات الهادفة العميقة التي كان يكتبها تحت عنوان (كفاحنا) وله العديد من المؤلفات التي تتناول رسالة الفرد في الإسلام، والكفاح ومعاملة المرأة في الإسلام والتنظيم القضائي في المملكة العربية السعودية.
لقد كان معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ قائداً تربوياً من الطراز الأول - صحيح أنه لم يكن يحمل شهادة الدكتوراه أو درجة الأستاذية، لكنه شجع الآلاف من أبناء الوطن للحصول على أرفع الدرجات العلمية في مختلف المجالات، وطوّر منظومة التعليم العالي بشكل ملموس، وكان حكيماً طيب القلب، يحب الخير للجميع، ويعالج أمور وزارته بشيء من اللين والجد والعزم والحزم والحنكة الإدارية المنقطعة النظير.
كان - رحمه الله - يمنح العاملين معه الثقة الكاملة، لإدارة شؤون إداراتهم مع الرقابة الدائمة والتوجيه السديد، وهو المبدأ الذي ربى عليه الكثير من الأجيال، التي نهجت نهجه وسارت على طريقه.
وهو رجل إنسان محب للشفاعات وعمل الخير، ويحب التسامح وتشجيع المواهب والقدرات الوطنية، قدم عملاً مخلصاً لخدمة الوطن، وكان صادقاً شفافاً يسمو فوق الصغائر والأحقاد والضغائن، بل يحب وحدة الكلمة والوفاق والاتفاق، وقد عامل الطلاب بمساواة وشجع الجميع على مواصلة التعليم.
وكان أباً تربوياً فاضلاً ومسؤولاً مخلصاً متمكناً له رسالة في خدمة الدين والوطن، وكان عميق الفكر والرؤية، واسع البال، تخرج على يديه الكثيرون ممن خدموا الوطن وجسّدوا تلك الروح الإنسانية الصادقة المتميزة.
رحم الله هذا الرجل الوطني الذي ترك وراءه ذكرى عطرة تنطق بكل فضائله وصفاته الجميلة وتكون نبراساً للأجيال وتجسد حب الوطن والدين، وحفظ الله ولاة أمرنا ووطننا ومواطنينا من كل سوء.
- صلاح بن سعيد أحمد الزهراني