التقيتها في كنف جامعة داخلية، كنا نتجاور المقاعد في انتظار بدء الباحثين.., خيّل لي أنّ يوماً مضى رافقني هذا الوجه مكاناً ما،..
بادرتها بالسلام.. والابتسام..
عبئاً رأيت فوق لسانها لتردّ السلام..! ولم تفعل..!
لا لم أكن أعرف نفوساً يثقل عليها السلام..
مرّت الجلسة الأولى، وتحرّك الجمع..
كلٌّ لغرضه يسعى..
الصحافيات يلتقطن الإجابات في سبق محموم للحصول على تصاريح، وآراء..
منظمّات المنتدى يركضن لتبديل الأسماء على المنصّة،..
المهندسات يعالجن خلل المكبّرات، ومستوى الصوت، وصفائه..
المتعارِفات يحتضنَّ بعضهن الآخر..
كلُّ وجه يتعارف يتآلف..
كلُّ زميلة غائبة تحادث من التقت بحميمية..
كلُّ متنافسة تراقب قرينتها بتعابير مختلفة..
كلُّ راغبة في طرح مرئياتها تعد ورقتها..
كلُّ عطِشة ترتوي ماءً..
ومن بينهن كانت هي...
على غفلة وجدتها تضع يديها على كتفيَّ بانسيابية..,
تلتف عليَّ كأنما شوق النفوس جميعها قد تكوّم بين يديها..
يا صديقتي قالت: سنوات لم أركِ..!!
وهي تطرح اسمها الذي طفر لذاكرتي..
لم تكن صديقتي..
ولا زميلة عمل..
غير أننا التقينا مراراً وقتاً من أمر علمي جمعنا فوق منبر..
غادرناه ولم نلتق بعده أبداً..!!
رددت تحيتها بأجمل..
وفي داخلي تلوب الدهشة..
وتعتلج الأسئلة..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855