على هامش لقاء الهلال بشقيقه الاتحاد الدوري - المؤجل- الذي أقيم يوم الأحد الماضي على ملعب الشرائع بمكة المكرمة.. والذي حفل بجملة من الإيجابيات والجماليات التي لم تُستثمركما يجب من قِبل مَن يعنيه أمر الشأن العام الرياضي.. بل على العكس تماماً.. فقد بدا وكأن هناك من يعمل عنوة، وبعناية فائقة على عدم إبراز تلك الإيجابيات والجماليات إلى درجة تعمد التعتيم عليها وإخفاء معالمها بشتى الوسائل؟!.
ولعل أبرز تلك الإيجابيات وأكثرها لفتاً للأنظار، هو ذلك الحضور الجماهيري الأزرق الهائل الذي اكتست به جنبات الملعب كأكبر حضور جماهيري تشهده ملاعبنا خلال موسمنا الحالي.. مع كامل احترامي لجماهير العميد التي من الواضح أنها أرادت تسجيل موقف تعبيراً عن عدم رضاها عن مستويات ونتائج فريقها، لذلك كان حضورها في ذلك اليوم محدود العدد.. ومن لديه أدنى شك في ذلك فما عليه سوى مشاهدة لقطات الفيديو المحايدة التي كشفت وأوضحت المشهد بكل أمانة.
فعلى الرغم من أن الحضور والتفاعل الجماهيري يُعتبر إحدى الركائز الأساسية التي يُستند إليها في مسألة تقييم الأجدر بكامل المقاعد آسيوياً.. فضلاً عن حق المباهاة المشروعة بهذه الجماهير أمام الآخرين من خلال عرضها على الملأ دون رتوش أو تزييف، بل وجوب الحرص على تكرار عرضها، ومن زوايا واتجاهات مختلفة إلاّ أن من يعنيهم هذا الأمر، وأعني (قناتنا الرياضية) وكما يبدولم تزل على نهجها المتوارث المتمثل بترك الحبل على الغارب لذوي الميول الأصفر لممارسة تطرفهم المشهود في التعاطي مع الألوان الأخرى وشؤونها منذ عقود من الزمن، ولاسيما في ظل تزايد وتنامي سيطرتهم على القناة بشكل يدعو للريبة والأسف!!!.
شاهدت بعض لقطات الفيديو المحايدة التي تعاملت مع المشهد الجماهيري في المدرجات بأمانة ودون تأثير الميول.. وقارنت تلك اللقطات بما تكرمت به علينا قناتنا من لقطات ومشاهد في ذات الإطار، فوجدت بأن المسألة تبدو كما لو كانت صراعا بين من يعمل على توثيق المشهد الماثل، وبين من يعمل جاهداً على طمسه والتعتيم عليه.. مما حدا بأحدهم إلى القول: لماذا لا ينقلون مقر القناة إلى منشأة ذلك النادي مع تغيير اسمها، ويفكونا؟!!.
السؤال : من المستفيد من هذا العبث الذي يُمارس بحق الأمانة الإعلامية، ولماذا لابد أن يدفع الشأن والواجب العام ثمن أهواء أصحاب الميول المتطرفة الذين لا يفرقون بين مصلحة عامة وأخرى خاصة، الكارثة أن (المطيّة) المستخدمة منشأة رسمية مع شديد الأسف؟؟!!.
أنت لها يا أبا محمد
جاء تنصيب صاحب السمو الأمير (بندر بن محمد) رئيساً لهيئة أعضاء شرف (زعيم آسيا) الخالد ليكون مصداقاً لمقولة: الرجل المناسب في المكان المناسب فسموه الكريم عبارة عن بنك متنقل من الخبرات الإدارية والفنية والشرفية التي صقلتها التجارب وبالتالي فقد أضحى شخص بهذه المميزات ضرورة حتمية لكل منشأة رياضية ترنو إلى النجاح، متى ما توفرت.. فالزمان لا يجود بمثل هذه الشخصيات المرموقة، والنادرة، إلاّ نادراً، وهنا يجدر بنا مناشدة كل هلالي غيور على مصلحة الكيان، الحريص على أن يظل الزعيم محافظاً على موقعه الريادي والقيادي، وعلى مكتسباته الهائلة.. أن يضع يده في يد الإدارة، وفي يد رئيس أعضاء الشرف سواء بسواء.. فالرغبات واحدة، والأهداف واحدة، والنجاح يُحسب للجميع، والمصلحة تصب في خانة الكيان، والمحصلة زعامة في زعامة.
بالتوفيق -إن شاء الله- فأنت لها يا أبا محمد.
وما أدراك ما القرعة؟!
لم تختلف تداعيات قرعة كأس سمو ولي العهد لموسمنا الحالي عن مثيلاتها السابقة.. وأعني هنا مسألة التشكيك و(الولولة) المعتادة؟!!. ولعل القارئ الكريم يتذكر مقالتي هنا الأسبوع الماضي حول القرعة وإفرازاتها.. وكيف أنها تتحول إلى (عفريت) مُنتظر في نظر ومخيلات ذوي الأطراف المرتعشة لتصبح همّاً، أو كابوساً، سواء قبل أو أثناء أو عقب إجرائها؟!!.
تعجبت حقيقة من مقولة أن الطريق الهلالية إلى الكأس سالكة هذا الموسم على اعتبار أن فرق مجموعته ليست من ذات الهيلمانات والضجيج الإعلامي.. هذه النظرة القاصرة إنما تعبّر عن سُقم لم يزل يضرب أطنابه في تجاويف بعض الجماجم التي لم تزدها التجارب والأيام إلاّ فقدان المزيد من الحصافة والنباهة -إن وجِدت-؟!.
فالهلال وعلى مدى عدة مواسم مضت، قد اعتاد على (تكشيرة) القرعة لهذه المسابقة تحديداً، وكانت علامات الرضا تعلو وجوه القوم ابتهاجاً بذلك، ولكنه ما يلبث أن يقلب الطاولة ويجعل القوم (إياهم) في حيرة من أمرهم، وكأنه قد أخذ على عاتقه عهداً بألا ينفك عن قض مضاجعهم؟!!.
عجباً لهؤلاء الذين ينتقصون من شأن فرق مجموعة الهلال ناسين أو متناسين المواقف التاريخية المشهودة لتلك الفرق..فضلاً عن مواقعها الراهنة سواء في سلم الترتيب، أومن حيث الحضور الميداني والتنافسي القوي والمشرف؟!!.
ألا فألف تُعساً إذا كانت المعايير ستظل رهن الانطباعات البليدة، ورهن ما يحيط بكل طرف من بهرجة فارغة أبطالها شلل (المهايطية) عبروسائل الإعلام المغلوبة على أمرها؟!!.