والجره التي نعنيها هنا هي الأثر، أما الريش الذي نعنيه فهو كومة لريش طائر (مقرود) اسمه الحبارى، دأب هواة القنص على مطاردته أينما كان وحيثما وُجد، لإطلاق الصقور عليه وتمزيقه إرباً إرباً، من هنا يفتخر (القنوص) بكثرة الكمية التي تصطادها صقورهم المدرّبة.
وهذه هواية ليس بها بأس ولكن (البأس) يدخل أن بعض المهووسين بمطاردة الحبارى قد دفعوا ما قدرة (5000) ريال لمن يخبرهم عن جرة حبارى أو بالأصح أثرها على التراب.. وقد أكد ذلك مجموعة من (القوانيص) الذين رفعوا ثمن أثر الحبارى إلى خمسة وعشرين ألف ريال!! وأقول رفع هذا المبلغ من قبل (قوانيص) جاؤوا من بعض بلدان الخليج لمطاردة هذا الطائر (المقرود)، وبمناسبة الحديث عن جرة الحبارى، أتذكّر أنّ أحد القوانيص كان يدفع (500) ريال فقط قبل أعوام خلت لمن يدله على أثر الحبارى.
وقد استغل هذا الثمن مجموعة من الشباب (الحفاي) الذين كانوا يحملون (رجل) الدجاجة الحبشية التي يشبه أثرها أثر الحبارى، وكانوا يرسمونها على الرمل ويخبرون صاحب الجائزة بموقع هذا الأثر. فإذا وضعوها - أي رجل الدجاجة الحبشية في شمال المكان غيّروا الموقع إلى الجنوب، وهكذا يتحايلون على هذا (القناص) الخليجي بأثر الدجاجة !!.
بقى أن نقول (يا جر قلبي جر لدن الغصوني... غصون سدر جرها السيل جرا) من هكذا مبالغات ومن هكذا (هوس).