بين آن وآخر تصرح الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بتمكنها من القبض على أعداد كبيرة من الأشخاص (مواطنين وغيرهم من جنسيات مختلفة) متورطين في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج كميات هائلة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية تصل لأكثر من عشرة أطنان من الحشيش المخدر، وما يزيد على مليون وخمسمائة جرام ألف من الهيروين وأكثر من ثمانمائة قرص الامفيتامين تقدر قيمتها بالملايين من الريالات، وتم التحفظ على مبالغ نقدية في حوزة المتهمين.

وإننا لنقدر ما يواجهه رجال الأمن خلال أدائهم لمهامهم من مقاومة مسلحة من لدن المهربين والمروجين في العمليات الأمنية والتي نتج عن آخرها إصابة اثني عشر من رجال الأمن خلال تنفيذ مهامهم للقبض على المخربين. ونسأل الله أن يشفي المصابين وأن يبارك في جهود الباقين، ويقوي عزائمهم ويشد من أزرهم. ونحمد الله أن هيأ لنا هؤلاء الرجال جنودا مخلصين لوطنهم يسهرون على أمننا، ويبذلون أرواحهم فداء لراحتنا.

وهذه المضبوطات تشير لشراسة المعركة مع أعداء بلادنا ومدى حرص هؤلاء المروجين والمتاجرين بهذه الآفة المدمرة على تحطيم أبنائنا من الشباب.

وهذه السموم هي ذاتها التي دمرت سواعد الوطن الفتيَّة بخداعهم بقدرتها على تقوية أجسامهم وهي تهدمها، ونسيان همومهم وهي تؤجلها، وتعديل أمزجتهم وهي تقلبها. وهذه الآفة عينها هي التي هدمت بيوتا معمورة بالاستقرار فقضت على مواردها الاقتصادية وأبعدت عائلها عن المسؤولية، وشتتت أسراً مسكونة بالدفء، وكسرت قلوبا مملوءة بالتفاؤل. فهي بذلك تقويض لأركان الدين وأساسه، ودمار لفكر الشعوب وصحتها، وهلاك لأمن الأوطان واقتصادها.

وفي الوقت الذي نشكر الجهات الأمنية والإدارة العامة للمخدرات على نشر تلك المعلومات وفضح مَن ورائها؛ إلا أننا نناشدهم بعدم نشر قيمة المضبوطات المالية أو المبالغ النقدية التي وجدت بحوزة المروجين، حيث إن ذلك يعد مغريا لغيرهم من الشباب العاطل عن العمل، وربما يؤدي التوسع في نشر قيمة تلك المخدرات من المبالغ المالية للتفكير بالانخراط معهم رغم مخاطرها وحرمة العمل بها.

وحبذا الاكتفاء بالكميات المضبوطة مع ذكر أسماء المتورطين، واستخدام الحزم والحسم مع قوى النشاطات الإجرامية بإعدام جميع المقبوض عليهم في هذه القضايا ليكون ردعا لهم ولغيرهم بالكف عن هذا العمل الإجرامي.

ونرجو أن يستمر التنسيق والتكامل بين مصلحة الجمارك والجهات الأمنية المختصة لرصد ومتابعة وضبط محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة، والقبض على المتورطين في تهريبها وترويجها وضرورة متابعة السوق الداخلي بكل دقة للمحافظة على شبابنا من آفاتها.

نسأل الله أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، ويحمي مواطنيها من الشرور.