لم تتشكل حتى يومنا هذا، علاقة وثيقة بين وزارة الإسكان وبين المواطنين، على الرغم من أن همَّ السكن، هو الهمُّ الأكبر لدى الشاب والمسن، على حد سواء. كلهم يحلمون أن تتحول توجيهات الملك إلى حقيقة واقعة، في أقرب وقت ممكن، وهذا لن يتم إلاَّ عن طريق وزارة الإسكان. والسؤال:
- لماذا المسافة لا تزال بعيدة بين السكن وبين المواطن؟!
المواطنون يقرأون يومياً تصريحات وزارية عن مشاريع الإسكان، وعن تخصيص أراضٍ بمساحات تصل لملايين الأمتار المربعة في الجنوب والشمال والشرق والغرب، لكي تنتشر عليها الوحدات السكنية الملائمة. وبعد أن يفرغوا من قراءة هذه التصريحات، يبدؤون في رحلة الانتظار المشوب بالحلم.
البعض يفسر عدم ثقة المواطنين بالتصريحات السكنية، بكونها تشبه تصريحات المسؤولين في صندوق التنمية العقاري، او تشبه الحديث عن الحصول على منحة أرض. كلها عند هؤلاء المفسرين مرتبطة ببعضها، وفي المحصلة يغدو حلم امتلاك المسكن، كحلم الحصول على منحة بعد أيام من طلبها أو دون طلبها حتى، أو كحلم الحصول على قرض مفتوح القيمة لبناء المنحة، خلال أسابيع من إفراغ صكها.
الكثيرون ينصحون وزارة الإسكان بالتحول من خانة الحلم إلى خانة الواقع، عبر العمل الواقعي اليومي الشفاف، وعدم حصر دورها في: سنخصص أراض، سنصمم مباني، سنبني منشآت، سنوزع وحدات. لقد تعب الناس من السينات السكنية!